عندما نتحدث عن الحب نحن لا نقع فيه عن قصد، أو محاولة لتقليد مشاعر الآخرين، لا فالأمر ليس كذلك، لأن الحب أمر مفاجىء للغاية مفاجأة غير مقصودة، ولأنه شعور تلقائي يأتي من دون سابق إنذار نتيجة تداعي مشاعر غير مفسرة نصبح عاجزين عن توصيفها، تقول جانيت وينترسون وهي مؤلفة لقصص حب غرامية أن الوقوع في الحب هو القفزة الكبيرة التي يتعين عليك القيام بها مع شخص لا تريد أن تكون بدونه، وهو أشبه بقفزة من كوكبك الخاص لزيارة كوكب آخر وعندما تصل إلى هناك سيبدو كل شيء مختلفاً، حينها عندما ترى شخصاً ما يُلوّح إليك عبر الفضاء ستقفز لتسقط في مداره.. هذا الخيال العجيب يجعلني أقف عند حيلة هذا الشعور غير المفسر، فالبعض يخلط بين الحب والإعجاب، بين شعور الارتياح وإحساس الأمان الذي ينساب في وجدانه تجاه شخص ما، لذا علينا أولاً الاعتراف بأنه لا يوجد شيء يمكننا فعله تجاه مقاومة هذا الشعور، ثانياً إن القدر سوف يحدُث سواء كنا نريده أم لا نريده، ما يهُم في هذا الأمر أن تُحِب وتُحَب في المقابل.. لعل من أسوأ الأشياء في الحب هو "الالتزام"، فشعور أداء الواجب في الحب سيجعل منك في مأزق رهيب، وهذا سينعكس بشكل أو بآخر على طبيعة العلاقة، وبالتالي فإن الحل هنا يكمن في الحب غير المشروط، أن تبذل مشاعرك وتستقبل مشاعر الآخر من دون قيد أو شرط، فالحب من الأشياء صعبة التوضيح في الكون لأنه شيء نفعله دون تفكير، وبمجرد تنميطه وملاحظته فإنه يذهب مع الريح. أتذكر أني كتبت حول فلسفة الحب، فذكرت أن الحب عاطفة إنسانية سامية ونبيلة منزهة عن المصلحة، وإن أدت إلى منفعة مشتركة بين المحبين، إلا أن شرطها الأساس ألا تكون المشاعر مشروطة ولا توجهها المنفعة أو تشوبها المادية بأي معنى من المعاني، وقرنت بين الحب والجمال كونهما توأمين لا يفترقان في العلاقات العاطفية، فمن يُحِب شيئاً يراه جميلاً بالضرورة، فحين نظر أحدهم إلى ليلى ووجدها كغيرها من النساء لا تختلف عنهن، سألها مستهجناً أنتِ ليلى؟ قالت له نعم، ولكنك لست قيساً.