أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال تفقده لأعمال مكافحة فيروس كورونا الجديد ببكين على أن الوباء ما زال قاسياً في الفترة الحالية، ويجب الاعتماد بقوة على الشعب الصيني لمنع انتشار الوباء حتى الانتصار الكامل على الوباء. وتعتبر هذه المرة الثالثة التي يلقي فيها الرئيس الصيني خطاباً خاصاً لأعمال منع انتشار الوباء ومكافحته. ومع الجهود الجبارة من الصين حكومة وشعباً للوقاية والمكافحة المتمثلة في بناء مستشفى بطاقة استيعابية من ألف سرير في مدة أقل من عشرة أيام والدعم من المجتمع الدولي بما فيه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، انخفضت سرعة تزايد عدد حالات الإصابة المؤكدة الجديدة بفيروس كورونا الجديد في الأيام الماضية، فأصبح تأثير الوباء على الاقتصاد أحد محاور الإعلام داخل الصين وخارجها. ومن الصعب إجراء تقييم شامل ودقيق لتأثير الوباء على الاقتصاد الصيني بسبب عدم إنهائه، لكن الخبراء في المجال الاقتصادي يعتقدون أن الوباء لن يغير مسار النمو طويل الأجل للاقتصاد الصيني، حيث عبرت منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عن ثقتها للاقتصاد الصيني، مؤكدة على المرونة الاقتصادية للصين والجهود المكثفة من الجانب الصيني للحفاظ على مرونتها حيث ستلعب دوراً مهماً في دعم الصين والاقتصاد العالمي للعودة إلى طبيعتهما في أقرب وقت ممكن. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أعرب خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس الصيني قبل أيام عن مشاركة المملكة للصين مشاعر الألم نتيجة تفشي فيروس كورونا، ولا نستغرب بأن الشعب السعودي سيشارك مشاعر الفرح للشعب الصيني عندما ينجح في مكافحة الفيروس. وبينما تتصارع الصين مع الوقت لمحاربة الوباء، هنالك وسائل إعلام تحول مأساة شعب إلى سخرية ومادة غنية للسخرية العنصرية، حتى أن هناك حملات منظمة لشيطنة الصين واستغلال أزمتها، مثل مقالة بعنوان "فيروس كورونا: صنع في الصين"، الأمر حدث مراراً وتكراراً كما تداول في وسائل الإعلام الغربية بعد المأساة في قنصلية المملكة في اسطنبول بأكتوبر عام 2018 من بروباغندا مليئة بالمعاداة ضد دول ناهضة في الشرق الأقصى والأوسط. النموذج الصيني الصاعد في طريقة احتوائه للأزمة التي يمر بها مثال على استقلالية إعلامية واقتصادية لا مثيل لها، فسرعة بناء مستشفى خاص لعلاج "كورونا" كان أسرع من انتشار الفيروس، كما أن الصين تعزم تصدير سلعها وأفكارها المختلفة رغماً عن الوباء. وإذا كنا متعاطفين ومتعاونين، فإن الخوف والذعر سينحسران. لكن وبالعكس إذا فقدنا الإنسانية في مواجهة الوباء، فسوف نخسر أكثر مما نتوقع. مراسل مجموعة الصين للإعلام في الرياض