كشفت مصادر مطلعة عن تصاعد حدة الصراع بين الأجنحة الحوثية وشبكات وعصابات المخدرات المرتبطة بها على خلفية مكاسب وأرباح تهريب وتجارة المخدرات في محافظة صعدة، المعقل الرئيس والمركز القيادي والأيديولوجي لميليشيا الحوثي الإرهابية التي حولت المحافظة إلى منطقة عبور للمخدرات والممنوعات والاتجار بالبشر ومستودع كبير للسلاح. وتشهد محافظة صعدة (معقل الميليشيا) صعود طبقة جديدة من عصابات التهريب داخل المليشيا، وتسبب ذلك بنشوء صراع جديد مع الطبقة القديمة التي كانت تهيمن على مكاسب تهريب وتجارة المخدرات، الأمر الذي أسفر عن «حرب داخلية سريّة» تطورت إلى تنفيذ حملات خطف وملاحقات وتصفيات متبادلة بين الفرق والعناصر التابعة لشبكات التهريب المرتبطة مباشرة بقيادات متنافسة ومتصارعة على النفوذ والتأثير والمال، على مستوى الصف الأول داخل الجماعة. حملة اعتقالات وقال مصدر محلي مطلع بمحافظة صعدة إن القيادي ورئيس ما يسمى «جهاز الاستخبارات العسكرية» أبو علي الحاكم يتزعم منذ نحو أسبوعين حملة تصفيات متبادلة واختطافات وملاحقات، تستهدف مهربين محسوبين على قيادات حوثية تربطها معهم علاقة صراع وتنافس للسيطرة والتحكّم بتهريب وتجارة المخدرات والاستئثار بأرباحها الهائلة. في حين سربت وسائل إعلام موالية للجناح الذي يتزعمه القيادي أبو علي الحاكم معلومات تروّج أن الحملة التي يتزعمها تهدف للقضاء على أنشطة التهريب، وسط تعتيم إعلامي كبير بشأن نتائجها. وتركزت الحملة الحوثية الأخيرة في مديريات، مجز، وغَمر، والصفراء، ومنبه، إضافة إلى مديريتي رازح وقطابر بمحافظة صعدة، وأسفرت بحسب مصادر مطلعة عن اعتقال أكثر من 120 شخصا خلال الأسبوعين الماضيين، بينهم أكثر من 30 أثيوبيا ممن تستخدمهم العصابات الحوثية المتنافسة في تهريب كميات وشحنات الحشيش والمخدرات إلى عدد من دول الخليج. حملة في سبيل المخدّرات واتصلت «الرياض» بزعيم قبلي في محافظة صعدة، لكنه طلب عدم الإفصاح عن هويته خوفا من الانتقام، وهو على اطلاع بحقيقة الصراع الدائر بين عصابات ومافيا تهريب وتجارة المخدرات التابعة للميليشيات ونتائج حملات التصفية والملاحقات الجارية في عدد من المديريات بمحافظة صعدة وسط تشديد الإجراءات الأمنية واستحداث عشرات النقاط العسكرية بعد أن رفض عدد من المهربين الحوثيين دفع رسوم تهريب إضافية كبيرة لرئيس ما تسمى اللجنة الثورية محمد علي الحوثي، ورئيس الاستخبارات العسكرية الحوثية، أبو علي الحاكم. وقال أبو عمر: إن الحملة الجارية منذ أكثر من أسبوع في عدد من مديريات محافظة صعدة، والتي يقودها ويشرف عليها، رئيس الاستخبارات العسكرية للميليشيا الانقلابية، أبو علي الحاكم، لا تهدف للقضاء على تهريب وتجارة المخدرات كما تدعي بعض وسائل الإعلام الموالية للحاكم، وإنما تستهدف بعض المهربين المحسوبين على بعض الأجنحة الحوثية المتصارعة معه على عوائد المخدرات والتحكم بعملية التهريب وبعد رفض البعض منهم دفع رسوم تهريب إضافية تقدر بمئات الملايين». وأضاف: تزعم وسائل إعلام حوثية أن أبو علي الحاكم يتزعم حملة اختطافات وملاحقات تحت لافتة محاربة المخدرات، وفي الوقت نفسه يقود هذه الحملة عدد من أبرز قادة المهربين والمحششين الحوثيين وممن يتمتعون بتأثير واسع داخل الميليشيا كونهم يشكلون أهم مواردها، إضافة إلى أن منشأ الجماعة ارتبط بتأريخ نشوء عصابات التهريب بمحافظة صعدة. ازدهار المخدّرات وعقب الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية واجتياح العاصمة صنعاء والسطو على مؤسسات الدولة اليمنية، وسعت ميليشيا الحوثي نشاط التهريب وعزّزت من دور مافيا تنظيم «حزب الله «الإرهابي وسمحت بنمو الاتجار بالمخدرات وتطوّر إلى حيث أصبح تجارة واسعة النطاق يسيطر عليها عدد قليل من القادة الكبار على مستوى الصف الأول داخل الميليشيا. غير أن ارتفاع نسبة المكاسب والأرباح فجّر صراعات وخلافات تطوّرت إلى حرب داخلية غير معلنة وأصبحت المنافسات حول السيطرة على التهريب والاتجار بالمخدّرات أكثر وضوحاً في دوافع الصراع بين الأجنحة الحوثية التي يطمح كلا منها للاستحواذ على عوائدها الضخمة. وأسفر الارتفاع المهول في نسبة الأرباح والمكاسب التي يمكن جنيها من تهريب وتجارة المخدرات والممنوعات، عن حملات قامت بها عصابات وشبكات حوثية متنافسة ومتصارعة مع بعضها للسيطرة على محطات وممرات وطرق التهريب في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وتركزت الحملات بشكل رئيس في محافظة صعدة، حيث يواصل أبو علي الحاكم حملته للسيطرة على طرق وممرات التهريب في مديريات غمر، ومنبه، ورازح، والصفراء، وقطابر. ونصّبت ميليشيات الحوثي عددا من كبار المهربين وتجار المخدّرات على رأس قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية بمحافظة صعدة، وأصبحت مهمة تلك الأجهزة هي حماية وتسهيل وإدارة التهريب وتأمين حركة المهربين. شحنة مخدرات ضبطتها قوات الجيش الوطني في طريقها إلى الحوثيين