فرضت الانتهاكات المتكررة من مليشيات الحوثي، على أبناء صعدة الأصليين النزوح منها، وإحلال الأفارقة والمهمشين مكانهم لاستخدامهم في عمليات التهريب وتجارة السلاح والمخدرات، مستغلين أوضاعهم المادية السيئة. وتحولت صعدة إلى مدينة أشباح خلال الاعوام القليلة الماضية، وسط تصاعد تجارة المخدرات وبيع السلاح، بعدما انتشرت أسواق المخدرات والسلاح في عدد من المديريات مثل الطلح ورازح وباقم وكتاف. وقد تحدثت «عكاظ» مع عدد من أبناء رازح وصعدة الذين أكدوا أن مناطقهم أصبحت لا تطاق وفي عزلة شبيهة بالعزلة التي تعاني منها صنعاء اليوم. وقال سمير الرازحي أحد أبناء صعدة، إن قضية التواجد الأفريقي تمثل عنصرا مهما ورئيسا في تذكية الصراعات وازدهار تجارة السلاح والمخدرات بعد أن فشل الحوثيون في تجنيد أبناء صعدة للعمل في هذه التجارة. وأضاف، أن الأفارقة يشكلون آفة خطيرة في صعدة وخطرا داهما لكن الأمر ليس بيدنا فهم يحظون باهتمام ودعم لا يمكن الحديث به ونحن في صعدة. من جهته، أفاد مسؤول أمني طلب عدم كشف هويته قائلا: نقبض يوميا على المئات من الأفارقة في صعدة، لكنه سرعان ما يتم الإفراج عنهم بتوجيهات من شخصيات حوثية تتدخل في عملنا، فنحن لا نمثل سلطة حاكمة في صعدة ولا نستطيع أن نفرض سلطة الدولة. وأكد أن الحوثيين يستخدمون الأفارقة في عملية تهريب المخدرات والسلاح سواء إلى صعدة أو عبر الحدود إلى الدول الأخرى حيث يتم منحهم منازل النازحين مقابل العمل في هذه المهمة. يذكر أن محافظة صعدة منذ أحداث 2011م سيطر عليها الحوثي وأسند مهمة إدارتها لتاجر السلاح فارس مناع. وفي هذا السياق قال الصحفي أبو منصر، إن صعدة كانت تشكل مقرا لعصابات المافيا وتجارة المخدرات والسلاح، منذ زمن طويل بحكم وجودها على الحدود. واعتبر أن التحول في حركة الحوثي من تهريب الممنوعات والسلاح والمخدرات إلى القتال والصراعات تم بعد أن أستؤجرت الجماعة من جهات سياسية لتحقيق مكاسب لتلك الأفراد واستعادة السلطة التي يزعمون أنها نهبت منهم، وأنها ملك لهم وحدهم، وليس للشعب اليمني الحق في حكم نفسه.