يستأنف العمل جزئياً في الصين الاثنين بعد أسبوعين ونصف من عطلة رأس السنة القمرية في أجواء من الاضطراب بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 900 شخص حتى الآن. وما زالت الحياة في الصين مشلولة إلى حدّ كبير بسبب هذا المرض، في حين حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن ما ظهر من هذا الداء العالمي قد لا يكون حتى الآن "سوى رأس جبل الجليد". وتبقى مناطق عديدة يعيش فيها الملايين من الناس خاضعة لقيود على الحركة لا سيما مقاطعة هوباي حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى والخاضعة لحجر صحي بحكم الأمر الواقع منذ 23يناير. وسمحت مدن ومقاطعات عدة باستئناف العمل في 11 فبراير باستثناء طلاب المدارس سيواصلون عطلتهم، بينما سمحت شركات لموظفيها بالعمل من المنزل. وأسفر فيروس كورونا المستجد عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية وتجاوز عدد الإصابات 40 ألفاً، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات الاثنين. وسجلت خلال 24 ساعة 97 حالة وفاة في الصين القارية، 91 منها في هوباي. وأحصت الصين 3 آلاف إصابة جديدة وبلغ عدد المصابين أكثر من 40 ألف. وحذر مسؤولو وزارة الصحة الصينية في مؤتمر صحفي إن أي شخص يغادر منزله أو الفندق الذي يقيم فيه أثناء خضوعه للحجر الصحي الإلزامي سوف يتم توجيه تحذير شفوي له أول مرة، وفي المرة الثانية سوف يتم وضع سوار تعقب لمراقبة تحركاته في يده. وفي حال خرق القواعد للمرة الثالثة سوف يتم نقله لمنشأة حجر صحي تديرها الحكومة حتى انتهاء فترة الحجر ومدتها 14 يوما، بعد ذلك قد يتم الحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر ودفع غرامة تصل إلى 3200 دولار. واعتبرت الشرطة في هونغ كونغ شخصين من بين 1138 شخصا محتجزين في حجر صحي إلزامي بمنازلهم من المطلوبين أمنيا بعد هروبهم من الحجر الصحي، كما أصدرت تحذيرا لسبعة آخرين لانتهاكهم قواعد الحجر الصحي. وكتب خبير الأوبئة الصيني تشونغ نانشان الذي اشتهر بجهوده في التعامل مع تفشي متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عام 2003 وتم تعيينه مستشارا كبيرا في أزمة كورونا الحالية في مقال له، أن فترة الحضانة قد تكون قصيرة لدرجة أنها لا تستمر ليوم واحد أو تكون أطول من 24 يوما، وهو ما يزيد بعشرة أيام عما كان يعتقد سابقا. وذكرت تقارير إعلامية الاثنين أن 60 شخصا إضافيا اصيبوا بفيروس كورونا القاتل على متن السفينة السياحية الخاضعة للحجر الصحي في يوكوهاما باليابان. وأفاد تقرير قناة" تي بي إس" اليابانية أنه بذلك يصل العدد الإجمالي للمصابين على متن السفينة إلى 130 شخصًا، وفقا لوكالة انباء بلومبرج . وارتفع بذلك عدد الحالات المصابة خارج حدود الصين إلى 360 شخصا في أكثر من 24 دولة حول العالم. بينما سجلت ماليزيا حالة إصابة جديدة لرجل عمره 31 عاماً، سبق له السفر إلى الصين، ليرتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى 18 حالة وأعلنت السلطات البريطانية من جانبها تسجيل أربع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك عدد حالات الإصابة بالمملكة المتحدة إلى ثمانية. وذكرت وزارة الصحة البريطانية، على حسابها على موقع تويتر، أن الحالات الجديدة كانت على اتصال بحالة إصابة مؤكدة سابقة في بريطانيا، وتم نقل الحالات إلى مراكز صحية في لندن. وأكدت بريطانيا إن فيروس كورونا الجديد يشكل تهديدا خطيرا ووشيكا على الصحة العامة. ولفتت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تمنح الحكومة صلاحيات إضافية لمكافحة انتشار الفيروس.