كشفت استشارية سعودية عن إصابة 2.5 % من السعوديين بمرض البهاق، 56 % منهم من الرجال، و43 % من النساء، مشيرة إلى دراسة سعودية أجريت في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض تؤكد أن 12 % من المصابين، كان لديهم فرد من أفراد الأسرة مصاب بالبهاق. وأوضحت طبيبة الأمراض الجلدية الدكتورة نجلاء الدوسري أن الإصابة بالبهاق تحدث نتيجة موت خلايا الجلد الصبغية فجأة وبشكل غير متوقع، مشيرة إلى أن الخلايا الصبغية توجد في الجلد وتنتج الميلانين وتكون مسؤولة عن إعطاء البشرة لونها، وأنه عندما تموت هذه الخلايا يفقد الجلد لونه، مشددة أنه لا يزال الباحثون لا يعرفون على وجه اليقين أسباب موت هذه الخلايا. ونفت الدكتورة الدوسري الاعتقاد الشائع بأن البهاق له علاقة بين نقص الكالسيوم أو نقص الحديد أو نقص فيتامين سي أو خلطة السمك مع اللبن مشددة أن كل ذلك غير صحيح. وبينت أن البهاق هو اضطراب جلدي يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء بدلاً من لون البشرة الطبيعي، وينقسم إلى نوعين هما البهاق غير القطاعي (المعروف أيضًا باسم البهاق الثنائي والبهاق الشائع والبهاق المعمم) وهو النوع الأكثر شيوعًا وينتج عنه ظهور بقع بيضاء على جانبي الجسم، وعادة ما يبدأ بالقرب من اليدين أو حول العينين أو الفم أو القدمين أو في منطقة من الجسم يفرك بها الجلد بشكل متكرر، منوهة إلى أن البهاق غير القطاعي، يحدث فقدان اللون بشكل مفاجئ على مدار حياة الفرد، وينتشر ويصبح أكثر وضوحاً مع مرور الوقت. أما النوع الآخر فهو البهاق القطاعي (المعروف أيضًا باسم البهاق الأحادي الجانب)، ويبدأ هذا النوع عادة عندما يكون الشخص صغيرًا، ويتقدم بشكل عام لمدة سنة قبل أن يتوقف، حيث يظهر البهاق القطاعي في منطقة واحدة من الجسم، مثل ذراع واحدة أو ساق واحدة ، كما أنه في حوالي 50 % من الحالات، يكون مصحوبًا بتغييرات في لون الشعر أو الحواجب أو الرموش. وأكدت الدكتورة أن البهاق ليس مرضاً معدياً ولا ينتج عن عدوى، بل هو حالة طبية، ونوهت أن البهاق يصيب جميع الأعراق، ويكون ملحوظًا بشكل أكبر بين الأشخاص ذوي البشرة الداكنة بسبب التباين بين الجلد المتصبغ والجلد غير المتأثر. وبينت أنه لا يوجد حاليًا علاج مضمون للبهاق، ولا طريقة معتمدة للحد من انتشاره، كما لا يمكن التنبؤ بما هو أفضل بالنسبة للمرضى، لأنه مرض يتصرف بطريقة مختلفة من شخص إلى آخر، مشيرة إلى أن الأدوية الجديدة قيد التطوير من قبل شركات الصيدلة والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية. وأشارت إلى أن علاج البهاق يعتمد على نسبة الجسم المصابة وعلى المكان المصاب وعلى سرعة انتشار المرض، مبينة أن البهاق الذي يصيب مناطق أو أجزاء قليلة في الجسم يمكن علاجه باستخدام العلاجات الموضوعية التي تحتوي على الكورتيزون، حيث يتم اختيار تركيز الكورتيزون على حسب الجزء المصاب من الجسم، كما توجد علاجات خالية من الكورتيزون، وهي أفضل خيار للوجه والأماكن الحساسة والإبطين، مشيرة إلى أن ليزر إكزايمر هو نوع من أنواع الليزر، ويستخدم للبهاق الذي يصيب أماكن قليلة في الجسم أما إذا كان البهاق منتشراً في الجسم فالأشعة فوق البنفسجية هي خيار جيد. ولفتت إلى أن توحيد اللون كاملاً إلى لون البهاق يعد أحد الخيارات إذا كان البهاق قد أصاب 80 % من الجسم، كما أن زراعة الخلايا الصبغية هي خيار لمن هو مصاب ببهاق في أماكن قليلة ومتفرقة على أن يكون البهاق قد توقف عن الانتشار عن مده لا تقل عن سنة ونصف السنة. وحذرت الدكتورة الدوسري من عمليات الاحتيال العلمية والبحث المزيف والانتحال الفاضح، وكذلك تجار الوهم الذين يستغلون حالة المصاب ويعدونه بعلاج سريع وسهل، غالبًا ما يكون علاجاً بديلاً مثل الطب الهندي القديم أو الطب الصيني القديم أو الطب العربي الشعبي، والتي تستند إلى أوراق بحثية ضعيفة وشهادات العملاء الراضين. كما حذرت من إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لمثل هذه الأدوية، لافتة إلى أن معظم منتجات البهاق التي يتم تسويقها اليوم تستهدف استنزاف أموال المصابين ووقتهم، بل قد تكون لها تفاعلات خطيرة مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض بالفعل، وتحتوي على مكونات دوائية مخفية، وتتسبب في أضرار جسيمة لصحته لما قد تتضمنه من نسبة عالية من الكورتيزون الذي قد يسبب ترققاً بالجلد أو مواد تسبب تحسساً من الشمس أو حساسية تلامسية بالجلد.