تعثر الهلال بالتعادل مع الشباب في الجولة الأخيرة من الدور الأول من دوري الأمير محمد بن سلمان السعودي للمحترفين فخطف منافسه النصر الصدارة ومعها اللقب الإعلامي «بطل الشتاء»، قبل أن تعود الصدارة زرقاء في الجولة الأولى من الدور الثاني بعد تعادل النصر بصعوبة أمام ضمك وفوز الهلال على أبها بهدفين لهدف، ليستعيد «الزعيم» صدارته بعد 5 أيام فقط، لكنها صدارة فوق تنور ساخن، وبفارق نقطة واحدة أبقت الهلال والنصر داخل لعبة الكراسي المتقلبة، بانتظار دخول الأهلي على الأقل طرفًا ثالثًا في اللعبة حتى لا تستمر المنافسة ثنائية في الدوري العربي الأقوى والأعلى قيمة شرائية!. المتصدر ووصيفه وثالثهما الأهلي اختاروا الاستمرار على طاقم الأجانب السبعة دون تغيير رغم اختلاف الظروف والمعطيات ومنطقية القرار، فالقرار في النصر منطقي لأنه منذ الموسم الماضي وهو الأكثر استفادة من رفع عدد الأجانب إلى 7، والأجانب السبعة في النصر يلعبون بشكل متواصل ويلعبون الدور الأكبر في حضور النصر للموسم الثاني على التوالي، ولا يوجد ما يبرر التغيير، في المقابل لم يكن القرار مرضيًا في الشارع الهلالي الذي يرى عشاقه فريقهم للموسم الثاني وهو يلعب كل مبارياته وكأنه مازال يلعب بالنظام القديم، بسبب الإصابات المتكررة والغياب الذي أصبح معتادًا للسوري عمر خربين، إضافة إلى انخفاض مستوى البرازيلي إدواردو وتشابه أدواره مع الإيطالي سباستيان جيوفنكو، وعدم وجود إضافة واضحة للقادم الجديد محور الارتكاز الكولمبي جوستافو كويلار في ظل وجود محاور المنتخب السعودي الأول سلمان الفرج وعبدالله عطيف ومحمد كنو، إضافة إلى الشاب ناصر الدوسري، والدليل أنَّ كويلار يجد نفسه في دكة الاحتياط في كثير من المباريات التي يكون فيها الفرج وعطيف في أتم الجاهزية، والخلاصة أنَّ الأجانب المؤثرين في الهلال هم الأربعة المنضمون للقائمة الآسيوية، والبقية تأثيرهم ضعيف جدًا، وحتى حين احتاجهم الهلال في الفترة الحرجة التي أعقبت البطولة الآسيوية وكأس العالم للأندية ليتحملوا المسؤولية لم ينجح أحد!. الآن أغلقت فترة التسجيل ورفعت الأقلام وجفت الصحف، وأتمنى ألا يندم الهلاليون على قرارهم حين يتعرض غوميز أو كاريلو للإصابة أو الإرهاق خصوصًا حين تعود مشاركات كاريلو الدولية وتدخل البطولة الآسيوية على الخط!. أعود إلى حسابات الدوري المعقدة، والتي أرى أنها تسير لأسباب عديدة لصالح النصر الذي لا يعاني ولن يعاني من نفس الإرهاق والضغط الذي يهدد الهلال في الفترة المقبلة، بسبب اللياقة المميزة والقوة البدنية العجيبة التي يمتاز بها جميع أجانبه، بعكس الهلال الذي يعاني من الإصابات المتعددة والإرهاق الذي تفرضه عوامل أبرزها اعتماد الهلال بشكل أكبر على عناصره المحلية الدولية، والتي ستعمقها المشاركات الدولية المقبلة بما فيها مشاركة المنتخب الأولمبي ومعسكراته الطويلة التي ستبدأ في مارس المقبل، خاصة بعد أن كشف مدربه سعد الشهري عبر الإعلام عن نيته ضم الظهير الأيسر ياسر الشهراني الذي سيجد الهلال حرجًا كبيرًا بسبب غيابه المتوقع لعدم وجود بديل بإمكاناته، وربما حملت قائمة الشهري ما هو أدهى وأمر على الهلاليين!.