"الخلاف بين السعودية وإيران ليس متعلّقاً بالسنة والشيعة، بل هو عبارة عن تصادم في الرؤى"، يقول نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، في الحوار الذي نقل ترجمته موقع "العربية.نت"، شارحاً الفروقات السياسية والعملانية بين النهج الذي تؤمن به الرياض، والآخر الذي تتبناه طهران. حديث الأمير يكتسب أهمية خاصة، لأنه ينزع ورقة "الطائفية" من يد من يريدون التلويح بها، أو استغلاها، أو تصعيد الصراع من خلالها. هنالك رهط من المتشددين طائفياً، يؤازرهم بعض الكتاب، ممن يستخدمون ألفاظاً ذات بعد ازدرائي وعنصري تجاه الآخر. وهؤلاء إما عن قلة وعي وجهل أحياناً، أو إيمان أصولي تارة، أو أهداف حزبية وسياسية مرات، يسعون للصدام المذهبي بين السعودية وإيران. وهو الصدام الذي من شأنه أن يؤجج مشاعر الكراهية، التي لن تكون في صالح أي طرف في الخليج، فضلاً عن كونها فعلاً غرائزياً ينبذه صاحب أي عقل حصيف. القيادة السعودية واعية ل "خطر الطائفية"، ولذا تحدث الأمير خالد بن سلمان في مقابلته بكل صراحة وتفصيل عن النقاط محل الخلاف بين الرياضوطهران. وهو أيضاً، ولكونه رجل سياسة، لم يغلق الباب، بل جعل هنالك منفذاً للحوار، قائلاً "يجب علينا أن نحل هذه المسألة دبلوماسياً، ويجب علينا أن نزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران للوصول لوضع أفضل في الشرق الأوسط". السعودية لديها رؤية اقتصادية وتنموية اجتماعية وثقافية، تريد تطبيقها، ولا يمكنها أن تجني نتائج حقيقية دون أجواء من الاستقرار في الشرق الأوسط عامة والخليج خاصة، وإيران جارتها الشرقية. ولذا، تعي المملكة أن أي صدام عسكري، من شأنه أن يؤثر على خططها، ولذا تفضل أن يتغير السلوك الإيراني عبر البدائل الأخرى: الاقتصادية والسياسية، لأنها الأكثر نجاعة، والأقل أضراراً. الخلاف السعودي – الإيراني، ليس مشاحنة بين العرب والفرس، وليس ضغينة بين شعبين. تلك رسالة خالد بن سلمان، عندما قال بوضوح تام "الشعب الإيراني شعبٌ عظيم وهو شعب يريد بناء بلاده فعلًا والمضي قدمًا بالبلاد، وهم يستحقون الأفضل". وفي ذلك انتزاع أيضاً لورقة "العنصرية" من يد بعض الأصوات التي توجه الصراع وكأنه معارك أحقاد تاريخية بائدة! رغم الاعتراض السعودي الكبير على السياسة الإيرانية الخارجية في الشرق الأوسط، إلا أن الشأن الداخلي، وتغيير النظام، ليس مهمة الرياض. "سياستنا في السعودية هي عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للبلدان. والأمر يعود للشعب الإيراني كي يتخذوا القرار. والأمر ليس عائداً لنا". يقول نائب وزير الدفاع السعودي، وفي ذلك تأكيد على سياسة احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤون الجوار. سعودياً، الطريق إلى حل الخلاف مع إيران واضح، وكرره أكثر من مسؤول رفيع، والإيرانيون يعرفون ذلك. وهم بمقدورهم أن يكونوا دولة إقليمية مؤثرة ومهمة، عبر الدخول من باب "السياسة والاقتصاد"، عوض طريق "الحرس الثوري" الذي لن يزيد طهران إلا عزلة وبعداً عن جيرانها.