كتب معالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم رئيس مجلس إدارة مركز الملك سلمان الاجتماعي مقالاً رائعاً يجمع بين الحس القيادي والمشاعر الإنسانية. هذا المقال لم يكن مستغرباً من شخصية قيادية ذات تجارب إدارية وإنسانية عريضة ومتميزة. المقال بعنوان: (وترجل الفارس) جريدة الرياض/ الاثنين 4 جمادى الأولى 1441). هذا المقال بقلم الأستاذ النعيم جاء تقديرًا لزميل عمله مدير عام المركز الأستاذ رشاد سعيد هارون الذي قرر بعد مشوار طويل ناجح في حياته العملية أن يتقاعد رغم رغبة المسؤولين في المركز في استمراره. يقول الأستاذ عبدالله عن الأخ رشاد (خلال عمله بالمركز مديراً عاماً، كانت إدارته متسمة بالأخلاق الفاضلة، والسلوك الحميد والحكمة والإخلاص) ويقول: (لم أسمع طيلة مدة عمله أي شكوى ضده، ولم أسمع منه أي شكوى أو تظلماً). مقال الأستاذ النعيم يمثل حالة إدارية تدرس في مراكز التدريب، مقال يعبر عن السمات القيادية، وعن بيئة عمل إيجابية من أهم ملامحها الانسجام بين الرئيس والمرؤوس، والجوانب الإنسانية متمثلة في التواضع، والتقدير والاحترام، ونسبة النجاح لأهله. ومن خلال معرفتي بالأستاذ رشاد حين تزاملنا في معهد الإدارة العامة، أشهد أنه يستحق ما تضمن المقال المشار إليه من تقدير. معرفتي بالأخ العزيز رشاد وأسلوبه في العمل والتعامل الإنساني وحماسه في تقديم الخدمة، وشخصيته الجميلة، كل ذلك جعلني أقرأ مقال الأستاذ النعيم متأثراً بعاطفة قوية فرحاً بهذا التقدير المستحق. كنت أقرأ المقال بعاطفتي وعقلي، بالجانب الإنساني والعلاقة الشخصية، وبالجانب العملي وما حققه المركز من تطور تحت إدارته. لقد ترك رشاد بصمة في المركز كانت واضحة للجميع، ومحل تقدير من مجلس الإدارة ومن الموظفين وأعضاء المركز، ومن المجتمع. الأستاذ راشد البكر عضو مجلس إدارة المركز تطرق إلى إنجازات الأستاذ رشاد وذكر أنه (عمل على تطوير المركز ونقله من مركز لكبار السن إلى معلم حضاري لا يوجد له مثيل في الشرق الأوسط، يزار من دول عدة للاقتباس منه)، يتضمن هذا التطوير إنجازات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، ولكنها إنجازات تعبر عن تجربة إدارية ناجحة صامتة لأن صاحبها ممن يفضلون العمل بصمت. وتطرق الأستاذ البكر أيضاً إلى معرفته بالأستاذ رشاد التي بدأت منذ عشرين عاماً حين كان يرتاد المركز كعضو منتسب يتهيأ للتقاعد، ثم عضواً في مجلس الإدارة. يقول عن هذه المعرفة: (الأستاذ رشاد هارون شخص يغمرك بالأخلاق الفاضلة وحسن التعامل، وجدت فيه تواضعه مع من حوله من موظفين وأعضاء وعضوات، لين الجانب، قوي الإرادة، يتحامل على نفسه وعلى صحته من أجل تحقيق أهداف المركز). المملكة غنية بتجارب إدارية ناجحة على كافة المستويات الإدارية، وإذا كان بعض الناجحين يعملون بصمت، فعلى الطلاب في الإدارة والمهتمين بالقضايا الإدارية والإعلاميين التفتيش عن هذه التجارب وانطاقها وتوثيقها والاستفادة منها.