حقاً إن سعادة الأخ العزيز الأستاذ الفاضل رشاد سعيد هارون، فارس مغوار في حكمته وسلوكه وإخلاصه لعمله وتعاونه، لقد عرفت الأستاذ الأخ رشاد منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً، حيث كان يعمل مسؤولاً في معهد الإدارة وكان يحضر إلى المركز (متطوعاً) ثم قدر الله أن يتسلم إدارة المركز منذ أكثر من عشرين عاماً. خلال عمله في المركز مديراً عاماً، كانت إدارته متسمة بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحميد والحكمة والإخلاص، كيف لا وكان أساس دراسته وخبرته الطويلة هي في الإدارة. لقد كان متعاوناً مع زملائه في العمل، ومحباً للجميع، وصادقاً في تعامله وكذلك تعامله مع أعضاء وعضوات المركز فما سمعته عنه من الأعضاء رجالاً ونساءً إلاّ الثناء والمديح. حيث كان متفهماً لعقليات الناس من حوله موظفين وأعضاء، فالكل كان يثني عليه، لم أسمع طيلة مدة عمله أي شكوى ضده، ولم أسمع منه أي شكوى أو تظلماً. أما تعاونه مع زملائه أعضاء مجلس الإدارة فكان مثلاً أعلى، فالكل يثني عليه ويحترمه. وإذا كان قراره النهائي هو (التقاعد)، لقد حاولت وحاول غيري ثنيه عن التقاعد واستمراره لكني والآخرين قدّرنا قراره، ولا شك أن ذهابه خسارة كبيرة على المركز، حيث كان حكيم المركز، نظيف اليد عف اللسان، أقول ذلك ليس من خبرتي به في المركز فحسب ولكني سافرت معه سفرات كثيرة داخل وخارج المملكة فلم أجد منه إلاّ كل احترام وتقدير، كان يقدم الخدمة طول الوقت بنفس رضيه، قل أن توجد إلا بمن هو مثله وكانت كلها في إجازات. لكن مثله في هذه الصفات قليلون وتقاعده خسارة ليس للمركز وحده ولكن لي أنا شخصياً إنما هذه هي الحياة، إنني أرجو له حياة سعيدة هانئة يقضيها مع أهله وأولاده في صحة وسعادة وهنا، لقد كان دوامه الرسمي من الساعة السابعة والنصف حتى الثانية والنصف، وأشهد أنه كان متواجداً كل الوقت، يشرف على المركز وينظم أموره، لكنه يأتي كل يوم في المساء من الساعة السادسة حتى التاسعة دون أن يأخذ أي خارج دوام، وذلك خلال مدة عمله لم يتغيب في المساء يوماً واحداً. كذلك كان يأتي كل يوم سبت في الصباح وأيضاً دون مقابل مادي، وإذا كان ذهابه خسارة، فإن العوض بالله عز وجل ثم بخليفته سمو الأميرة الجوهرة بنت سمو الأمير الفاضل سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، الرجل الذي واكب المركز منذ أن كان فكرة قبل ثمان وثلاثين عاماً، والذي أعطى للمركز فكره وجهده. إنني أتمنى لسمو الأميرة المدير العام الجديد كل الخير والسعادة والتوفيق، وهي إن شاء الله أهل لكل ذلك بتوفيق لله ورعايته. لا يمكنني إلا أن أكرر خسارتي شخصياً بإنهاء عمل سعادة الأخ رشاد إلا أن ذلك سنة الحياة. مرة ثانية لك الشكر والامتنان والدعاء إلى الله عز وجل أن يمنحك الصحة والسعادة والمركز سيظل يذكرك بالخير، ولا يستغني عن مشورتك عند الحاجة وهذه الحاجة ستكون مستمرة. لقد حاول سمو الأمير وسمو الأميرة وأنا شخصياً إقامة حفل خاص به لتكريمه يدعى إليه أعضاء مجلس الإدارة الحالي والسابقين لكنه رفض مبدأ التكريم بأي صورة كانت ذاكراً أن ذلك واجبه تجاه وطنه ومجتمعه الذي يسعده خدمته دائماً. شكر صادق من القلب باسم سمو نائب رئيس مجلس الإدارة وباسم أعضاء المجلس وباسم عضوات وأعضاء المركز ثم باسمي شخصياً. والله الموفق،،،