كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء عن خطة للسلام في الشرق الأوسط تقترح ما اعتبره "حلاً واقعياً بدولتين" فيما قالت إسرائيل إنها تتضمن اعترافاً بالمستوطنات كجزء من أراضيها. وفي حين رحب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بالخطة ووصفها بأنها تاريخية، دعت موسكو الطرفين إلى "التفاوض مباشرة"، واعتبرتها لندن "خطوة إلى الأمام"، لكن حركة حماس سارعت إلى تأكيد رفضها لها وأنها ستعمل على إسقاطها. وبعد أكثر من سنتين من العمل بتكتم وتأجيل إعلان الخطة مراراً، قال ترمب وبجانبه نتانياهو: إن "الفلسطينيين يستحقون حياة أفضل بكثير". وأضاف عارضاً الخطة التي تتألف من 80 صفحة واعتبرها "الأكثر تفصيلاً" على الإطلاق، أن الدولة الفلسطينية المستقبلية" لن تقوم إلا وفقاً "لشروط" عدة بما في ذلك "الرفض الصريح للإرهاب". واقترح أن تكون هناك "عاصمة فلسطينية في القدسالشرقية"، لكنه أضاف أن واشنطن "مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراض محتلة" لم يحددها. وقال ترمب: إنه وجّه رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن خطة السلام. وشدّد على أن القدس ستبقى "عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة"، وأن الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون "متصلة" الأراضي. وفي إطار عرض خطّته اقترح ترمب تجميد البناء الإسرائيلي لأربع سنوات في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية، ووصف خطّته بأنها "فرصة تاريخية" للفلسطينيين لكي يحصلوا على دولة مستقلة، مضيفا "قد تكون هذه آخر فرصة يحصلون عليها". وقال الرئيس الأميركي إن "الفلسطينيين يعيشون في الفقر ويعانون من العنف، ويتم استغلالهم من قبل من يسعون لاستخدامهم كبيادق لنشر الإرهاب والتطرف". وعلى الإثر أعلن نتانياهو أن واشنطن ستعترف بالمستوطنات كجزء من إسرائيل. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أنه لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق بالعودة إلى إسرائيل، بموجب خطة ترمب. وقال: إنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين حول "مسارٍ نحو دولة مستقبلاً"، لكنه اشترط أن يعترفوا بإسرائيل ك"دولة يهودية". وذكر نتنياهو أن خطة السلام الأميركية تقضي بأن تكون العاصمة الفلسطينية المقترحة في ضاحية أبو ديس على أطراف القدس. وأكد أن المشروع الأميركي سيمنح إسرائيل السيادة على غور الأردن. وأكد أن إسرائيل "يجب أن تحظى بالسيادة على مناطق" تتيح "لها الدفاع عن نفسها". رفض فلسطيني قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تعقيب له على الخطة الأميركية إنها "لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشروعات التآمر في هذه المنطقة". وقال عباس عقب اجتماع القيادة الفلسطينية الثلاثاء: "إن مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقط حقاً ولن تنشئ التزاماً.. سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل". وأكد عباس "أن القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهب بها شعبناً إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشروعات التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة". وقال عباس: "إنه يكفي أن الخطة اعتبرت القدس عاصمة لإسرائيل، أما الباقي فهو جديد ومهم، لكن أول القصيدة كُفر". وأضاف "إذا كانت القدس ليست عاصمة للدولة الفلسطينية فكيف سنقبل بذلك؟ مستحيل أي طفل عربي مسلم أو مسيحي أن يقبل بذلك". كما أعلنت حركة حماس رفضها للخطة الأميركية. وقال خليل الحية نائب رئيس حماس في قطاع غزة لوكالة فرانس برس "نرفض هذه الصفقة ولن نقبل بديلاً عن القدس عاصمة لدولة فلسطين ولن نقبل بديلاً عن فلسطين لتكون دولتنا ولن نقبل المساس بحق العودة وعودة اللاجئين" مؤكداً العمل على "إسقاطها". من جهته، قال داوود شهاب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في بيان رداً على خطة ترمب "سنقاتل بذور الشر التي يريدون من خلالها إغراق المنطقة في الزمن الصهيوني، سنقاتلهم في كل شارع وسنطردهم من أرضنا ومن هوائنا وبحرنا". ونشر البيت الأبيض الثلاثاء خارطة للحدود المقترحة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية تظهر 15 مستوطنة في منطقة الضفة الغربية المتصلة بقطاع غزة بواسطة نفق، تماشياً لوعد أطلقه ترمب بإقامة دولة فلسطينية متصلة الأراضي. وكشف البيت الأبيض في بيان للرئاسة الأميركية أن "الرؤيا تنص على دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وتولي إسرائيل مسؤولية الأمن في منطقة غرب نهر الأردن. وقال السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان إن إسرائيل يمكنها ضم مستوطنات الضفة الغربية "في أي وقت". وأعلن متحدث باسم نتانياهو الثلاثاء أنه سيتوجه إلى موسكو غداً الأربعاء لاطلاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تفاصيل الخطة الأميركية. وكشفت واشنطن في يونيو الماضي الجانب الاقتصادي من الخطة الذي يقضي باستثمار نحو خمسين مليار دولار في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة على مدى عشر سنوات. لكن تفاصيل هذا الشق يبقى موضع تكهنات. غضب في الضفة انطلقت أمس بمدينتي نابلس ورام اللهبالضفة الغربية مسيرة غاضبة رفضاً لإعلان ترمب. وطالب المشاركون بالوحدة الوطنية في سبيل مواجهة الصفقة، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا). وعقب المسيرة توجه عشرات الشبان إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة وأحرقوا الإطارات المطاطية تعبيرا عن غضبهم. وفي ذات السياق، اندلعت مواجهات مساء أمس بين عشرات الشبان وقوات اسرائيلية في منطقة العيون بقرية النبي صالح شمال غرب رام الله. وأطلقت القوات الإسرائيلية القنابل الغازية والرصاص المطاطي على الشبان الذين رشقوا الجنود بالحجارة. ورشق مجموعة من الشبان مركبات المستوطنين بالحجارة قرب قرية عابود غرب الضفة الغربية. دعوة روسية دعت روسيا الثلاثاء الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع في "مفاوضات مباشرة" لإيجاد "تسوية مقبولة للطرفين" بعد إعلان دونالد ترمب عن خطته للشرق الأوسط. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالات أنباء روسية "يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية". وأضاف "المهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن آرائهم"، مشيراً إلى أن موسكو ستقوم ب"دراسة" الخطة الأميركية.