الإسهام في إنشاء الطرق السريعة ليس أمراً جديداً على شركة أرامكو السعودية، إلا أن تعبيد الطرق بالبلاستيك المعاد تدويره يعد سابقة لأرامكو السعودية، حيث أطلقت إدارة الخدمات الاستشارية بالتعاون مع إدارة النقل وخدمات المعدات، تقنية الطرق البلاستيكية بمنشأة تابعة للشركة على طريق الحوية بالقرب من الهفوف. وفي إطار مساعي الشركة للامتثال للتوجيهات بتشجيع استخدام المواد غير المعدنية في قطاع البناء، قامت الشركة بتجربة تقنية الطرق البلاستيكية حيث اكتمل المشروع وشيد الطريق الفريد من نوعه على امتداد طريق سريع تابع لأرامكو وهي تقنية معتمدة طبقت مسبقاً في الهند والمملكة المتحدة والتي تسمح باستخدام البلاستيك المعاد تدويره في الطرق. وتمثل المخلفات البلاستيكية تحدياً حقيقياً فهي تشكل تهديداً بالتلوث وينتهي بها الحال غالباً في مدافن النفايات وتقدم تقنية الطرق البلاستيكية فرصة نحو الإسهام في اقتصاد دائري وهي مصممة للتخلص من المخلفات وتعزيز الاستخدام المستمر للبلاستيك المستخدم لتقليل التلوث وانبعاثات الكربون. ويتكون البلاستيك المعاد تدويره من قوارير الماء وعلب البلاستيك وأكياس التسوق والتغليف وغيرها. والاقتصاد الدائري هو نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على هدر الموارد باستخدام الأنظمة التدويرية ما يقلل استخدام الموارد إلى الحد الأدنى ويخفض انبعاثات النفايات والتلوث وانبعاث الكربون. ويزيد البلاستيك المعاد تدويره من قوة خليط الإسفلت بعد إضافته له، ويقلل أيضاً من حجم القار المستخدم في الخليط بنسبة 10 % ما يجعله خياراً اقتصادياً. كما يحسن استخدام البلاستيك من صلابة خليط الإسفلت وديمومته ومن طريقة رصف الإسفلت عموماً ما يجعله خياراً مستداماً وصديقاً للبيئة. كما أنه يقلل أيضاً من الحاجة لأعمال الصيانة وتكاليفها، إضافة لذلك، يحسّن استخدام البلاستيك من درجة أداء الإسفلت لمقاومة مشكلات الحرارة وأحمال الطرق في المملكة. وتكمن أهمية استخدام المواد المعاد تدويرها كطريقة اقتصادية ومستدامة لتعبيد الطرق الحديثة، وتشجع أرامكو على استخدام أكثر لمثل هذه التطبيقات في الشركة وفي أنحاء المملكة. كما تشمل أهمية هذه التقنية المساعدة على استخدام مخلفات البلاستيك والترويج لمفهوم الاقتصاد الدائري في المملكة. واعتبر العاملون على المشروع قصة النجاح هذه كإحدى القصص العديدة التي سيسمعها العالم طالما الشركة تخطط لاستخدام تقنيات أكثر لدعم استراتيجيتها للترويج لاستخدام المواد غير المعدنية في قطاع البناء والتشييد. ولم تكتفِ أرامكو بهذا القدر من الابتكار لتطوير طرق الإسفلت حيث تقوم أيضاً برعاية عديد من الدراسات والأبحاث في هذا المجال بالتعاون مع كبرى المؤسسات على المستويين المحلي والعالمي. ونفذت الشركة دراسة بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ووزارة النقل عن استخدام الإسفلت المخلوط بالكبريت وهي إحدى النتائج المثمرة لهذه الجهود، إذ توفِّر هذه التقنية عديدًا من الفوائد من حيث خفض الطلب على الإسفلت، وتعزيز أداء هذا المزيج، بما يراعي الأبعاد البيئية. وقد تمت تجربة هذه التقنية بكل نجاح على مشروعات طرق تابعة لأرامكو السعودية ووزارة النقل.