أفادت مصادر برلمانية عراقية بأن التفاهمات بين الكتل السياسية أفضت إلى اتفاق، وُصف بالمبدئي، لحسم منصب رئيس الوزراء المقبل واختيار شخصية توافقية مقبولة من الشارع العراقي، مرجحين الإعلان عن الاسم خلال الأيام القليلة المقبلة. ونقلت صحيفة "الصباح" العراقية الأحد عن النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي القول إن القوى السياسية الشيعية وصلت إلى قناعة تامة بضرورة اختيار شخصية تتناسب وطبيعة المرحلة وليست وفقا لرغبات الأحزاب السياسية، وبالتالي انتقلت من مرحلة الجمود السياسي إلى حراك فعلي وجدي لاختيار شخصية تقود المرحلة الانتقالية دون مشاكل. ورجح المسعودي أن تشهد الأيام القليلة المقبلة حل أزمة اختيار رئيس الحكومة المقبل وفق مواصفات يرتضيها الشعب والمرجعية. وأضاف أن المرحلة الانتقالية التي سيتم تحديدها ستكون باتفاق سياسي لكون الدستور لم يشر إليها. ميدانياً، تصاعدت الاحتجاجات الأحد في بغداد ومدن جنوبالعراق حيث قطع متظاهرون طرقاً وجسوراً للضغط على الحكومة والبرلمان من أجل القيام بإصلاحات سياسية بينها تسمية رئيس وزراء جديد وإجراء انتخابات مبكرة لتغيير الطبقة التي تسيطر على مقدرات البلاد. وتشهد العراق منذ الأول من أكتوبر، احتجاجات يشارك فيها آلاف المتظاهرين الذين يطالبون بإقالة النظام السياسي الموالي لطهران. ففي بغداد، احتشد مئات في ساحة الطيران وساحة التحرير الرمزية اللتين تقعان في قلب بغداد. وقد أحرقوا إطارات سيارات وقطعوا طرقا رئيسية. واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع للحد من توسع التظاهرات. ورد متظاهرون بالحجارة ما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص بينهم عدد من عناصر الأمن أحدهم ضابط بجروح، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وفي الناصرية، توافد مئات المحتجين الى ساحة الحبوبي. وقام متظاهرون بقطع طرق وجسور رئيسية في المدينة التي استمر فيها إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية. في الوقت ذاته، تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى بينها النجف والديوانية والكوت والعمارة. وقد شهد اغلبها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية وقيام متظاهرين بقطع طرق رئيسية وجسور. وما تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لايجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية. وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان أن مجهولين اختطفو ناشط مدني قرب ساحة التظاهر الرئيسية وتم اقتياده إلى جهة مجهولة في محافظة كربلاء. وبين الشهود أن مسلحين مجهولون اختطفوا الناشط المدني حازم حمودي قرب ساحة التربية المكان المركزي للتظاهر وتم اقتياده إلى جهة مجهولة. وكان علي البياتي عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق قد أوضح أن عدد المفقودين منذ انطلاق المظاهرات بلغ 58 مفقوداً حتى الآن، في حين بلغت حالات الاغتيال التي تطال الناشطين والمتظاهرين والإعلاميين 37 حالة.