أعلن ديوان البلاط السلطاني العماني أمس السبت وفاة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور. ونقلت وكالة الأنباء العمانية في بيان صادر من ديوان البلاط السلطاني: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن وجليل الأسى ممزوجين بالرضا التام والتسليم المطلق لأمر الله ينعى ديوان البلاط السلطاني المغفور له -بإذن الله تعالى- حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور الذي اختاره الله إلى جواره مساء يوم الجمعة بتاريخ الرابع عشر من جمادى الأولى لعام 1441 ه الموافق العاشر من يناير لعام 2020 بعد نهضة شامخة أرساها خلال خمسين عاماً منذ أن تقلّد زمام الحكم في الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1970م وبعد مسيرةٍ حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسةٍ متزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا". بدوره، قرر مجلس العائلة المالكة بسلطنة عُمان في جلسة فتح الوصية أمس تحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم عقب وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور. وأوضح مجلس الدفاع العُماني -وفق ما بثته وكالة الأنباء العُمانية- أنه عقب الجلسة تقرر تعيين جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور سلطانًا لعُمان خلفًا للراحل السلطان قابوس بن سعيد. وكان السلطان قابوس بن سعيد الذي حكم عُمان لنحو 50 سنة، قد قاد مسار تحديث السلطنة، وحماها من النزاعات الإقليمية. ولد السلطان قابوس في 18 نوفمبر سنة 1940 في صلالة في الجنوب حيث تابع تعليمه المدرسي، إلى أن التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا وهو في العشرين من عمره. وتخرّج السلطان منها بعد عامين برتبة ملازم، ثم خدم في ألمانيا ضمن فرقة عسكرية بريطانية لمدة عام. وعند توليه الحكم في 23 يوليو 1970 قاد مرحلة مفصلية للبلاد نهض بها ونقلها إلى مصاف الدول حيث بدأ بتصدير النفط، وفتح المدارس والمستشفيات وغيرها. وأعلن قابوس نفسه "سلطان عمان" بعدما كان لقب الحاكم "سلطان مسقطوعمان"، وأصبح الحاكم الثامن في سلالة آل سعيد منذ أن تولت الحكم في 1749، فقام فوراً بتغيير العلم والعملة. واستدعى السلطان الدبلوماسيين المحليين للمساهمة في اختيار حكومة يرتكز عملها على تطوير البلاد التي كانت تفتقد لكثير من المقومات. وفي بداية حكمه كان يتنقّل من قرية إلى قرية، ويلقي خطابات أسبوعية عبر الراديو، من أجل الوصول إلى كل شرائح المجتمع. وكانت الحركة الماركسية في ظفار جنوباً، قد تمردت فقام بالقضاء عليها في عام 1975. وتولى السلطان خلال فترة حكمه مناصب رئيسة عدة، بينها رئيس الحكومة، ووزير الخارجية والدفاع والمالية. وهو كان يسمي أعضاء الحكومة. وتم في عهده انتخاب مجلس للشورى، للمرة الأولى في تاريخ السلطنة، عام 2003. ولم يكن للسلطان الذي تزوج قريبة له لفترة وجيزة سنة 1976، أيّ أبناء. مجلس العائلة المالكة خلال جلسة فتح الوصية السلطان هيثم بن طارق مؤدياً القسم عقب تعيينه سلطاناً لعُمان