في تبدل كبير بعد عدة أيام على تحطم الطائرة الأوكرانية، قدمت إيران السبت اعتذاراتها لإسقاطها طائرة البوينغ 737. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن بلاده تشعر بأسف عميق لإسقاط طائرة مدنية أوكرانية، معتبراً ذلك مأساة كبرى وخطأ لا يغتفر. روحاني متودداً: نأسف لهذا الخطأ وكتب روحاني في تغريدة على تويتر التحقيق الداخلي للقوات المسلحة خلص إلى أن صواريخ أطلقت عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة الأوكرانية وأودت بحياة 176 شخصاً بريئاً، موضحاً أن التحقيقات مستمرة لتحديد المسؤولين وإحالتهم إلى القضاء. قبل ذلك، قدّم وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف السبت اعتذارات بلاده عن الكارثة. وكتب ظريف في تغريدة على تويتر يوم حزين. وأضاف أن خطأ بشريّاً أدّى إلى الكارثة. ويلمح ظريف بذلك إلى التوتر الذي تلا مصرع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد، بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل إطلاق صواريخ على قاعدتين تضمان جنوداً أميركيين في العراق. رئيس أوكرانيا: نتوقع تحقيقاً كاملاً وتعويضاً عن التحطم وتابع ظريف: نعرب عن أسفنا العميق واعتذارنا وتعازينا لشعبنا وأسر الضحايا والدول الأخرى المتضررة. وصدر الاعتراف الأول عن القوات المسلحة الإيرانية التي تحدثت عن خطأ بشري تسبّب بكارثة الطائرة. وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة: إن الطائرة بدت هدفاً معادياً وأصيبت بطريقة غير مقصودة. وأضاف: في وضع أزمة ويتسم بالحساسية، أقلعت الرحلة الأوكرانية رقم 752 من مطار الخميني في طهران، وعند الانعطاف دخلت الطائرة بطريقة خاطئة في دائرة هدف معاد بعد أن اقتربت من مركز عسكري حساس تابع للحرس الثوري بينما كان الجيش في تلك اللحظات في أعلى مستويات التأهب. ونفت إيران لعدة أيام أن صاروخاً أسقط الطائرة، لكن الولاياتالمتحدة وكندا أكدتا أن إيران أسقطت الطائرة. وذكرت وكالة إيران الرسمية للأنباء (ارنا) أن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة سيجري فحصهما في فرنسا لأن طهران تفتقد التكنولوجيا المطلوبة لفك شفرة الصندوقين. وكان وزير الشؤون الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبين قد أكد في وقت سابق على مطالب بلاده بإجراء تحقيق شامل في تحطم الطائرة الأوكرانية. وأوضح شامبين أن عدد الضحايا الكنديين الذين سقطوا جراء حادث التحطم بلغ 57 كندياً، ليعدل بذلك حصيلة سابقة أشارت إلى أن عدد الضحايا 63 كندياً. ووقع الحادث بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ على قاعدتين تستخدمهما القوات الأميركية في العراق رداً على قيام الولاياتالمتحدة بقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية يوم الجمعة الماضي. وكان معظم ضحايا حادث التحطم من المواطنين الإيرانيين والكنديين، وكان من بين الضحايا أوكرانيون وسويدون وبريطانيون. وكانت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران والإدارة الأميركية للطيران المدني من بين سلطات الطيران التي نصحت شركات الطيران منذ ذلك الحين بتجنب الرحلات الجوية عبر المجالين الجويين العراقيوالإيراني. وقد تصاعدت التوترات بين الولاياتالمتحدةوإيران بعدما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقتل قاسم سليماني. وبدا أن التوترات بين البلدين قد هدأت بعد الضربة الإيرانية في العراق حيث فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية جديدة على طهران بدلاً من رد الضربة الصاروخية. من ناحيته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان السبت: إن بلاده تتوقع تحقيقاً كاملاً واعترافاً كاملاً بالذنب وتعويضاً من إيران بعد إسقاط طائرة ركاب أوكرانية. وأوضح زيلينسكي أن إيران اعترفت بالذنب في إسقاط الطائرة الأوكرانية. لكننا نصر على اعتراف كامل بالذنب. وأضاف: نتوقع من إيران تأكيدات على استعدادها لإجراء تحقيق كامل ومفتوح لتقديم المذنبين إلى العدالة، وإعادة جثث القتلى، ودفع تعويض، وتقديم اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية. كما امتدت تظاهرة طلاب جامعة «أمير كبير» التي انضم إليها حشد كبير من المواطنين، إلى الشوارع المحيطة بالجامعة، حيث اعترض آلاف من المواطنين في شارع حافظ والمناطق المحيطة به هاتفين بشعارات تندد ب»الكاذبين» مطالبين باستقالة المسؤولين عن إسقاط الطائرة والتغطية على الحادث ومحاكمتهم. وقال مراسل وكالة فرانس برس إن مئات الطلاب تجمعوا مطلع مساء السبت في جامعة أمير كبير في وسط طهران لتكريم الضحايا ال176 الذين قتلوا في حادث تحطم الطائرة، وتحول التجمع التكريمي لاحقا إلى تظاهرة غاضبة. وقالت وكالة فارس إن الطلاب هتفوا بشعارات «لم نقدم ضحايا لنساوم ونمدح الزعيم القاتل» و«الموت للدكتاتور» و«الموت للكذاب» و«لا تخافوا كلنا معًا» و«لتسقط ولاية الفقيه بعد سنوات من الجرائم» و«عار علينا زعيمنا الوغد» و«لا تقل لنا مثيري الفتن، أنت مثير الفتنة أيها الظالم» و«سليماني قاتل وزعيمه قاتل»، فيما هاجمت القوات القمعية المتظاهرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع وأغلقت بوابات الجامعة على الطلاب الذين كانوا فيها. وأضافت أن بعض الطلاب مزقوا صورا للمجرم قاسم سليماني الذي قتل في 3 يناير بضربة أميركية في بغداد. وفي خطوة غير اعتيادية بالمطلق أشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى التظاهرة مؤكدا أن الطلاب كانوا يرددون شعارات «ضد النظام». وانتشر فيديو على الإنترنت السبت يظهر الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين وأحدهم ينهض بعد إصابته بمقذوف في ساقه.