في كل دول العالم تعد البرامج الرياضية التي تواكب المسابقات الكروية والفعاليات والمناسبات الرياضية عاملاً إيجابياً للمشاهد تضعه في قلب الحدث وتزيد من اطلاعه ومعرفته بشؤون الرياضة وجميع الألعاب الفردية والجماعية ومن الطبيعي أن يكون المشاهد شغوفاً لمتابعتها لكن متى إذا احتوت على مادة إعلامية مهنية وموضوعية، وكان هناك مذيع ذكي ومحايد في أسئلته ونقاشاته مع الضيوف، والأهم وجود محللين محترفين أما لاعبون سابقون أو مدربون يقدمون رؤى فنية راقية ويثقفون المتلقي ويشخصون هذا الفريق وذاك وكيف هذا انتصر وكيف خصمه خسر ونقاط الضعف والقوة في كل فريق وكيف هي قراءة المدربين لأحداث المباراة لكن المؤسف والذي يندى له الجبين أننا محلياً لا يمكن بل من المستحيل أن نرى برنامجاً رياضياً مهنياً يواكب تطور رياضتنا وإعلامنا الرياضي وكل البرامج بل استثناء تبدو وكأنها تبث من مدرجات الأندية تقدم إعلاميين بأثواب مشجعين متعصبين لا يقدمون أي فكرة أو مقترح أو رؤى فنية بل إنهم لا يفهمون في علم كرة القدم لأنهم ببساطة لم يمارسوها وهم ليسوا لاعبين سابقين أو مدربين هم عبارة عن مشجعين يتكاثرون في مواقع التواصل الاجتماعي ويغردون بتغريدات تؤجج التعصب وتكرس ثقافة الكراهية بين أبناء المجتمع والضحية المشاهد والمصيبة عندما يكون صغيراً في السن لا يدرك ويغذيه هؤلاء بالتعصب، وإذا كانت بعض البرامج مسلية وعبارة عن كوميديا تذكر ببرامج درب الزلق ومسرحيات عادل أمام من خلال الصراخ والعراك والمعلومات المغلوطة والكذب، والأدهى والأمر أن هؤلاء يصنفون من شريطية العقار والذين ربما يفهمون في المخططات العقارية ورؤوس البلك بينما رؤوسفهم ناشفة وخاوية من أي فكر لا رياضي ولا غيره يزاملهم سارقو المقالات ومحترفو الكذب، وأهم شيء الميول واحد، وإذا كانت هذه البرامج تقدم عبر قنوات تجارية تضم النطيحة والمتردية في برامجها الرياضية، وكل من هب ودب فإن الغرابة تكمن في أن القناة الرياضية وعبر برامجها ديوانية التعصب وغيرها تسير على نفس المنهج، والنفس ويكون المشرف والمعد وجل الضيوف المشجعين المتعصبين متفقين على ميول واحد وسط غياب الرقيب تماماً، وإذا كنا سعدنا بإعلان وكيل هيئة الرياضة ورئيس اتحاد الإعلام الرياضي الدكتور رجاء الله السلمي أنه سيتدخل في موضوع البرامج الرياضية وأنه غير راضٍ عن محتواها وأنه سيجتمع مع مسؤولي هيئة الإعلام المرئي من أجل تصحيح وضع هذه البرامج، وإبعاد المتعصبين عنها فإن هذه السعادة والفرحة لم تتما وخاب الظن بعد أن مضت فترة طويلة من دون أن يكون هناك تدخل وتصحح الأوضاع وتستجاب مطالب الجماهير ونداءاتهم بأنهم لايريدون مشجعين في البرامج، وإنما يتمنون وجود خبراء كرة قدم سواء مدربين أم لاعبين قدامى.