لم يكن 2019 عامًا عاديًا في سياق أعوام التحوّلات الجذرية التي تشهدها المملكة، على الصُّعد السياسية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية، والمُتَّسمة بالجرأة والاندفاع والطُّموح، على يد قيادة شابّة، حقّقت - في زمن قياسي - انعطافاتٍ عززت مكانة ودور المملكة إقليميًا ودوليًا. إنجازات العام الذي نُودِّع أكبر - بلا شكّ - من إنجازات سابق الأعوام، وأوضحُ بَصمةً في تاريخ المملكة، سواءً من حيث الرّوح التنافسية التي سادت الوزارات في خدمة الوطن والمواطن، وليست "الأتمتة" المتسارعة للإجراءات والأنظمة والخدمات سوى مَظهَرٍ من مَظاهرها، أو من حيث تواصل حملة مكافحة الفساد المالي والإداري في كلّ المستويات. أحدث 2019 كذلك هزّةً في أروقة البورصات الدولية، بانطلاق اكتتاب عملاق النفط الدولي "أرامكو"، الذي تصدّر كبرى الشركات العالمية، مكرّسًا القوة الاقتصادية التي تستند إليها المملكة، وتسعى جاهدةً في سبيل تنويع مصادرها. حَظِيت في 2019 قطاعاتٌ حيوية باهتمام لافت، من بينها قطاع التعليم، وهو اهتمامٌ أنبأ عن عُمق وحِكمة سيرورة التطور المتلاحق الذي تشهده البلاد، واستنادِه إلى تخطيطٍ يَضمن رَفد المشروعات التنموية بالكوادر الوطنية المؤهّلة. في 2019 كذلك، واصلت "هيئة الترفيه" نجاحَها في تنويع وتوسيع نقاط الجذب السياحي، مُثبِتةً قدرةَ المملكة على المنافسة الدولية في القطاع السياحي والترفيهي، ومُشَرِّعةً الباب على مصراعيه أمام العالم، ليكتشف مواطن حضاراتٍ احتضنتها أرض المملكة، كما أحسنت الهيئة انتهازَ الفرصة لتغيير الصورة النمطية السلبية السائدة عن المملكة، وتحقيق التلاقي الإنساني والثقافي بين العالم ومجتمع المملكة. ورغم عِظَم ما تَحقّق في 2019، إلا أن الراية التي يَتسلّمها العام الجديد 2020 ليست هيّنة الحمل، بالنظر إلى كونه عام التحوّل الوطني ضمن رؤية المملكة 2030. فإذا كان 2019 عامَ تثبيتٍ لقواعدِ وأُسُسِ الرّحلة التنموية الواعدة، فإن 2020 عامُ الانطلاقة الصاروخية لهذه الرحلة، ما يَضع على كاهله التزاماتٍ رسمتها الرؤية بوضوح، ومَهّدت لتنفيذها بحنكة. سيكون على العام الجديد أن يُحقّق قفزاتٍ نوعيةً في الارتقاء بالرعاية الصحية، تسهيلًا وتحسينًا وتجويدًا للخدمة، وتعزيزًا للوقاية الطبية. كما سيضطلع بمسئولية تحسين مستوى المعيشة والسلامة والرفاهية، وجودة الخدمة الحضرية والبلدية والسلامة المرورية، فضلًا عن الدور المنتظر خلاله لضمان استدامة الموارد الحيوية، بما يندرج تحتها من تحقيقٍ للأمن التنموي والغذائي والمائي، وحماية البيئة وتهيئتها. ولأنّ ما سَبَقَ يُبَشِّر بما لَحق.. تبدو التوقّعاتُ مُتفائلةً حَدَّ الاستبشار، بما سيكون وسيتحقّق خلال العام 2020، بعد أن كشف حجمُ ونوع الإنجاز في الفترة الماضية، أن القيادة الشابة لا يَعوزها التخطيطُ المُحكَم بالضرورة، وأن اجتماع رُوح الشباب واندفاعِه المُلهم، بالرؤية العميقة الواثقة، خليقٌ بطيّ صفحةِ مرحلة، والبدء في تدوين أخرى جديدة واعدة. سيواصل 2020 إكسابَ القيادة المزيدَ من ثقة شعبِها والعالم، وإلجامَ أبواق الحقد والتربّص والتشاؤم، بالنجاحات والإنجازات النوعيّة، كما سيواصل تكريسَ الصورة الحقيقية المشرقة للمملكة في أنحاء العالم، وتعزيزَ دورها الريادي في تحقيق السلام الإنساني، وتأمين دوران عجلة التنمية الدولية، فضلاً عن أنه - 2020 - سيشهد استضافة المملكة وقيادتها لقمة مجموعة العشرين.