أجرت الأممالمتحدة مفاوضات السبت الماضي لتثبيت هدنة إنسانية مدتها ست ساعات لإتاحة الفرصة أمام المدنيين للخروج من المناطق المتضررة عبر ممر آمن. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحافي اليومي أن نحو 2500 شخص خرجوا عبر الممر الآمن هرباً من القصف. وأعرب دوجاريك عن قلق الأممالمتحدة البالغ إزاء سلامة وحماية أكثر من ثلاثة ملايين مدني في إدلب شمال شرقي سورية، مشيراً إلى نزوح أكثر من نصف السكان بعد التقارير التي أفادت باستمرار القصف الجوي في تلك المناطق. وأضاف المتحدث باسم الأمين العام أن الأممالمتحدة تواصل بذل الجهود مع جميع الأطراف للدفاع عن حماية المدنيين والسماح بالمرور الآمن لجميع الراغبين في الخروج من المناطق المتضررة. وحثّت الأممالمتحدة جميع الأطراف على ضمان حماية المدنيين، والسماح بدخول جميع الطواقم الإنسانية بشكل مستمر ودون عائق، كي تقوم بعملها في توفير المساعدات المنقذة للحياة لجميع المحتاجين. من ناحية أخرى، قتل ثمانية مدنيين على الأقل بينهم خمسة أطفال نتيجة غارات جوية روسية استهدفت قرية في شمال غرب سورية تؤوي نازحين. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أمس أن الغارات استهدفت قرية جوباس على أطراف بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي وأن القتلى نازحون لجأوا إلى قرية المدرسة ونواحيها. إلى ذلك، حاصرت قوات النظام السوري الإثنين نقطة مراقبة تركية في بلدة الصرمان في جنوب شرق محافظة إدلب في شمال غرب سورية بعدما حققت تقدماً ميدانياً خلال الأيام القليلة الماضية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتخوض قوات النظام بدعم جوي روسي منذ الخميس اشتباكات عنيفة مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والفصائل المقاتلة الأخرى في جنوب وجنوب شرق محافظة إدلب. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية: "قوات النظام تمكنت منذ الخميس من السيطرة على عشرات القرى والبلدات، آخرها بلدتي جرجناز والصرمان يوم الإثنين"، مشيراً إلى أنها باتت بذلك تحاصر نقطة المراقبة التركية في الصرمان. وتُعد نقطة المراقبة التركية في الصرمان الثانية التي تحاصرها قوات النظام في المنطقة. وحاصرت قوات النظام في أغسطس خلال هجوم على المحافظة نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك الواقعة بمحاذاة إدلب في ريف حماة الشمالي. ولا تزال القوات التركية متواجدة في تلك النقطة، التي تُعد الأكبر بين 12 نقطة مراقبة تركية تنتشر في المنطقة. وإثر التقدم الأخير، تقترب قوات النظام أكثر من مدينة معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، والواقعة على الطريق الاستراتيجي الدولي الذي يصل مدينة حلب شمالاً بالعاصمة دمشق. ورغم التوصّل في أغسطس إلى اتفاق هدنة توقف بموجبه هجوم واسع شنته قوات النظام لأربعة أشهر في إدلب، تتعرض المحافظة منذ أسابيع لقصف ازدادت وتيرته تدريجياً تشنه طائرات حربية سورية وروسية. وقد تسبب القصف مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، بمقتل نحو 300 مدني، بينهم 76 طفلاً، بالإضافة إلى مئات المقاتلين من الجانبين، بحسب المرصد. وصعدت قوات النظام وحليفتها روسيا منذ أسبوع وتيرة القصف، وقدرت الأممالمتحدة أن عشرات آلاف المدنيين فروا منذ 16 ديسمبر من منطقة معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أماناً في الشمال. ومنذ سيطرة الفصائل المعارضة والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل الى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.