لعل جميع من تولى منصب أمين مدينة الرياض بدءاً من العام 1373 هجرية وحتى العام 1441 هجرية كانوا يحملون هم تحقيق طموح باني الرياض الأول وملهمها وراسم خريطتها التفصيلية ومحقق أعلى نمو يذكر في التاريخ لمدينة عصرية في زمن قصير، وهذا دون شك همّ كبير يعرف تفاصيله من عايش طموحات الرمز الاستثنائي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، وحقق أُمناء الرياض الثمانية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وتبقى درجة الرضا سراً لباني الرياض ومشكل نهضتها عن أداء الأمناء السابقين الذين يحتلون في نفسه الوفية التقدير والاحترام. وهم بذواتهم يحملون الهمّ الثاني الذي كانوا يعملون على تحقيقه وتجاوزه ويتمثل في درجات عالية من رضا السكان والزوار عن الخدمات البلدية ونظافتها العامة وسلامة شوارعها وأناقة حدائقها وبهاء مبانيها كون الرياض عاصمة الوطن الأغلى وقاعدة حكمه والحاضنة الأولى لكل مناسباته وتستحق مراتب متقدمة من العناية؛ لأنها الصورة الذهنية التي يأخذها القادم إليها وتتشكل عنده في العقل الباطن الصورة لكل المدن ولو لم تتح الفرصة له في زيارتها، ولاشك أن درجة الرضا تفاوتت بين الأمناء وحققوا بصدق ما بوسعهم في أن ينعم المواطن بالخدمات البلدية قدر الإمكان مع تطويرها الدائم. وبقي همٌّ ثالث لم يحمله أيٌ من الأمناء قبل العام 1441 وهو عام الثقة الملكية الكريمة بتعيين صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أميناً لمدينة الرياض، وهذا الهمّ الذي سيحمله بكل اقتدار سمو الأمين الشاب المهندس ابن أحد أميز من تقلدوا هذا المنصب صاحب السمو الوالد الدكتور عبدالعزيز بن عياف والذي غادره في العام 1433 وما زال أهالي الرياض حتى اليوم يستذكرون بحب من جعل الرياض صديقة للإنسان بكل تفاصيلها، والناس ما زالت تعيش بصمته وتحصد ثمار فكره في إنشاء الحدائق وتطوير مجمعات الملاعب وتجهيز ممرات المشاة والتشجيع على الزراعة والتشجير ومعالجة التشوه البصري والبيئي وتحديث إجراءات ولوائح وأنظمة الخدمات البلدية والعمل من ذلك الوقت على ميكنتها، مع حرصه على تعديلات أنظمة المباني حسب الاحتياج والالتزام في المشروعات الكبرى بلجنة مؤهلة ومهنية تقرر مناسبة الواجهات وحسن تصميمها وحداثتها والمواد المستخدمة فيها، وكان سمو الأمين الوالد حريص على رفع شعار الجودة في الخدمات وتسهيل الوصول الشامل الأمن لذوي الاحتياجات الخاصة مع عزمة على توحيد الإجراءات الإدارية بين البلديات الفرعية لخدمة المواطن وتسهيلها واختصارها، والعمل في تلك الفترة على تحقيق جودة المنتج في عمومه وليس على تأكيد العقوبة والغرامة. ما ذكر أنفاً تم الحديث عنه مع سمو الأمين الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أثناء زيارة أعضاء المجلس البلدي له مؤخراً للسلام عليه وتهنئته بالثقة الملكية الكريمة بتعيينه أميناً لمنطقة الرياض، وسجلنا من تلك الزيارة انطباعاً إيجابياً أثق وزملائي وزميلاتي الأعضاء معه على مستقبل الرياض بهمة شاب مثقف وصاحب مهنية عالية وأرث بالخدمات البلدية ربما لا نجده عند غيره والابن سر أبيه وقدوته الأولى وموجهه الأبرز، وصلاح الآباء يدرك الأبناء، ثم تخصصه العلمي في تخطيط المدن يجعل الثقة في نقل الرياض لمرحلة جديدة، وقد تحدث عنها أثناء اللقاء وقال إننا مقبلون على رفع شعار الجودو في الخدمات والاهتمام بجودة الحياة وهي أحد محاور رؤية المملكة 2030، وسمو الأمين حاصل على درجة الماجستير من جامعة هارفارد الأميركية العام 2016 في التخطيط والإدارة الحضرية، وكذلك الماجستير العام 2014 في العمارة والتصميم الحضري من جامعة كولومبيا الأميركية في نيويورك. وهو مرشح لدرجة الدكتوراه من جامعة بيركلي الأميركية. وعمل سابقاً مستشارًا عمرانيًا في الهيئة الملكية لمدينة الرياض وقبلها عمل مشرفاً معمارياً في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ثم مستشاراً لعدد من الشركات والمكاتب الهندسية العالمية المتخصصة في التخطيط العمراني والتصميم المعماري. ختاماً.. نقدر كثيراً الصورة الإيجابية التي يحملها الأمين للمجلس البلدي لمدينة الرياض وضرورة تمكينه من ممارسة صلاحياته الإشرافية والرقابية التي كفلها له النظام واللوائح ووعد بذلك بكل شفافية، وتأكيداً على هذا التوجه أن سموه لم يطلب مشاركته في اللقاء أي من مسؤولي الأمانة وحتى موظفيها وسجل جميع الملحوظات والمقترحات بيده وناقش فيها ووعد سموه أن يعود في اللقاء القادم بالإفادة على كل ما طرح وما تم إنجازه والأسباب التي دعت لعدم الإنجاز في بعضها وهي درجة من الثقة بالنفس عالية جداً والرغبة في المصارحة والوضوح، ووعد بالعودة للتقارير والمخاطبات التي رفعت من المجلس وتفنيدها والإفادة عليها ومعالجتها والأخذ بالمقترحات وتنفيذ المبادرات وفق المتاح من الإمكانيات، والالتزام باللقاءات الدورية مع الوكلاء ومديري العموم واللقاء النصف سنوي مع سموه والتكامل مع المجلس لخدمة الرياض وساكنيها وزائريها والمستثمرين أفراداً ومؤسسات، وهذا ما تؤكد عليه القيادة الكريمة للدولة ويتابعه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. *عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض