لقد تمنيت مع غيري من أهل الرياض قبل ثلاث سنوات عبر المقالات الصحفية وبرامج التواصل الاجتماعي تكريم أمين منطقة الرياض بعد استقالته آنذاك نظير ما شهدته عاصمتنا الغالية من تطوير وتحسُّن بخدماتها البلدية. ولله الحمد، تحققت آمالنا ومطالبنا بفضل المبادئ والقيم والنهج الذي تسير عليه دولتنا الرشيدة، التي حفظت حقوق الجميع من مواطنين ومسؤولين، ومكافأة المبدعين والمتميزين؛ إذ رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض مساء يوم الأربعاء الماضي حفل تدشين حديقة بحي الحمراء بمدينة الرياض، تحتوي على جميع العناصر الترفيهية والاجتماعية والإنسانية من ممرات المشاة وأماكن الجلوس والخدمات والنوافير والمناظر الخلابة؛ ونالت إعجاب ورضا الجميع، التي تم تسميتها حديقة الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف تقديراً لجهوده الرائدة بأمانة منطقة الرياض. فلقد كان ذلك المساء مميزاً؛ وشهد حضوراً كثيفاً من قيادات ومسؤولي مدينة الرياض والمواطنين، ويعبّر عن حرص أهل الرياض على الالتقاء بأمير عاصمة الوطن، وتقديم الشكر والعرفان لسموه على متابعته لمشاريع العاصمة وتكريم القيادات المخلصة بالمدينة تقديراً لجهود من تميزوا في إنجازاتهم، وتحفيزاً لجميع المسؤولين لبذل ما بوسعهم لخدمة الوطن والمواطن. وقد استطاع الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف توظيف ما لديه من مهارات إدارية وعلوم تخطيطية وتنموية، اكتسبها من أفضل الجامعات المحلية والعالمية، وتنفيذ توجيهات ومبادرات مهندس الرياض الأول ورائد النهضة التنموية التي تعيشها بلادنا اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض. وعمل العياف أكثر من 15 عاماً أميناً لأمانة منطقة الرياض (1418ه - 1433ه)، حفلت بالإنجازات والمبادرات التي لا يتسع المقام لسردها، ومن أهمها العمل على تعزيز البعد الإنساني في العمل البلدي؛ إذ اتسعت رقعة المساحات الخضراء والحدائق بالمدينة وممرات المشاة وتطوير الطرق والجوانب العمرانية والتخطيطية وبث الروح الإنسانية والاجتماعية وإقامة الفعاليات والأنشطة واحتفالات العيد والمسرحيات؛ ما جعل بين الرياض وسكانها وزوارها حباً ووداً، يزداد يوماً بعد يوم. أما الجوانب الشخصية فإنني لم أتشرف بمقابلة سموه حتى الآن، لكني تعرفت على شخصيته القيادية من خلال إنجازاته الملموسة. وأنقل لكم حديث مجالس أهل الرياض ومن عملوا معه, فلقد كسب رضا ومحبة الجميع بفضل تواضعه وصبره وعدله وإنصافه وتحمل أعباء الأعمال والمهام دون كللٍ أو ملل, واهتمامه بسكان العاصمة رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، وتقديم الخدمات البلدية لهم، ومقابلتهم بوجه مبتسم وقلب محب للجميع على اختلاف أطيافهم دون أي تمييز, وتطوير أداء منسوبي الأمانة واعتبارهم شركاء له بالنجاح؛ لذا حظي بحبهم وتقديرهم المستمر له على الرغم من استقالته. ويبقى ابن عياف نموذجاً ناجحاً للقيادي الذي يدرك فنون وأساليب القيادة؛ فلقد عرف كيف يطور العمل البلدي، ويكسب محبة الجميع. وكلي ثقة بأن العياف ما زال لديه الكثير من العطاء والإنجاز لهذا الوطن العزيز الذي يحفظ جميع الجهود المبذولة لخدمته. وكلي أمل بأن أرى الأمير عبدالعزيز العياف في موقع آخر لخدمة وطني الغالي. ولا يفوتني في هذا المقام أن أقدّم شكري وتقديري لمعالي المهندس إبراهيم السلطان أمين منطقة الرياض على حرصه على تطوير مدينة الرياض، وتكريم قيادات الأمانة السابقين، وتحفيز العاملين معه، واستماع آراء وملاحظات المواطنين بصدر رحب محب للعطاء وخدمة الوطن. ونتمنى لمعاليه نجاحاً بأمانة الرياض، يضاف إلى إنجازاته المشهودة بمركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.