خدمة اللغة العربية، والعناية بتعليمها وتعلمها تأتي في قمة اهتمامات مكتب التربية العربي لدول الخليج منذ إنشائه، انطلاقًا من مكانتها المتميزة، فهي لغة كتاب الله الكريم، ومكوِّن رئيس لهويتنا، وحافظة لتراثنا، كما أن تعلُّم الطلبة لها واتقانهم لمهاراتها، ينعكس على مستوياتهم التحصيلية في العلوم الأخرى. ومع بدايات عمل المكتب توجَّهت برامجه في اللغة العربية إلى إيجاد أرضية عمل مشتركة، ينطلق منها نحو تحقيق مستهدفاته في العناية بلغة الضاد، فكان برنامج الأهداف الموحدة للتعليم، وتوحيد أهداف المناهج، وفي طليعتها اللغة العربية، وقام المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالكويت بصفته الجهاز المتخصص للمكتب في ميدان البحوث بإنجاز هذا البرنامج، وتمت صياغة تلك الأهداف في وثيقة مثَّلت باكورة العمل المشترك لخدمة لغتنا العربية، ثم جاء المنهج الشامل الموحد في اللغة العربية بمراحل التعليم العام، ليمثل إضافة مرجعية مهمة في تعليم اللغة العربية وتعلّمها بدول المكتب، لما وفّره من وثائق تربوية مهمة، ونماذج يُستفاد منها في هذا المجال. وتتابعت برامج المكتب في العناية باللغة العربية، وواكب اهتمامه بها تلك الطفرة التي شهدتها متطلبات برامج التنمية ومشروعاتها في دوله الأعضاء، وتطلبت الاستعانة بخبرات العاملين من غير الناطقين بالعربية، فجاءت سلسلة "أحب العربية" التي أنتجها المكتب لتعليم اللغة العربية للجاليات الأجنبية، ووفاءً بواجب نشرها في الخارج، وقد عكف المكتب على تطوير هذه السلسلة وتحسينها.. ومع استشعار المكتب ضرورة تكثيف العمل في برامج اللغة العربية لعلاج مظاهر ضعف الطلبة فيها، والتعامل مع التطورات والمستجدات المعاصرة وبخاصة التقنية، وتوظيفها في خدمة تعليم اللغة وتعلمها، جاء مشروع تحسين مستوى الطلاب في اللغة العربية، الذي تضمَّن عددًا من البرامج التي تعنى ببناء وثائق مطورة لمناهج اللغة العربية، واستراتيجيات تدريسها، وكذلك البرامج المساندة لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلّمها، كما جاء على رأسها برنامج إنشاء المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، ليمثّل انطلاقة جديدة لمكتب التربية العربي لدول الخليج في عنايته باللغة العربية تعليمًا وتعلّماً، وبمبادرة كريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تمت استضافة مقر المركز بالشارقة، لتشهد برامج اللغة العربية في المكتب مولد مركز متخصص، يُعنى باللغة العربية تعليماً وتعلماً، ويهتم بتحديث مناهجها وطرائق تدريسها، ويقوم بالبحوث والدراسات المتخصصة، ويسعى لنشر اللغة العربية، وتيسير طرائق تعليمها وتعلمها. وتتابعت برامج العناية باللغة العربية، فاهتم المركز بوضع معايير لتعليم اللغة العربية، وبتطوير معايير اختيار المعلمين، وتوظيف التقنية في تدريسها، ومعالجة ضعف مخرجات التعليم فيها، وبرفع كفايات دور المؤسسات التعليمية في علاجها، وتوظيف التقنية في تدريس اللغة العربية، وتطوير أساليب تقييم الطلبة فيها، واهتمت البرامج بوضع معايير لتعليم اللغة العربية في الصفوف الأولى، وبتطوير استراتيجيات تدريس اللغة العربية، وتوظيف التقنية في ذلك، واتجهت البرامج نحو تطوير أساليب تقويم الطلبة في فروع اللغة العربية المتعددة، كما اهتمت بتطوير محتوى مناهج اللغة العربية في مجال مفاهيم العروبة والبُعد العربي، وبالكتابة الإبداعية للطلبة، وتشجيع القراءة الحرة، والعناية بالمكتبات المدرسية. وتشجيعاً للبحث التربوي في مجال اللغة العربية خصص المكتب جائزته للدورة المالية 1432 و1433ه للغة العربية عناية بها، وتشجيعًا للبحث التربوي والمبادرات والتجارب المتميزة في خدمتها.