أعربت الأممالمتحدة عن قلقها العميق على سلامة وحماية أكثر من ثلاثة ملايين مدني في إدلب، في شمال غرب سورية بعد تقارير أفادت عن استمرار الغارات الجوية في المنطقة. ونقل المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحافي اليومي عن تقارير أفادت بأن الغارات الجوية، أثّرت على عشرات المجتمعات في محافظات إدلب وحماة وحلب واللاذقية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى نزوح نحو 60 ألف شخص في الأسابيع القليلة الماضية وحدها، بسبب الأعمال العدائية، يضافون إلى أكثر من 400 ألف شخص نزحوا نتيجة للأعمال العدائية هذا العام. وقال دوجاريك: "المصادمات والقصف والغارات الجوية أدت إلى خسائر فادحة في البنية التحتية المدنية الأساسية في المنطقة، مما ألحق أضرارًا بالمدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية". ودعت الأممالمتحدة أطراف النزاع إلى بذل قصارى جهدهم لضمان سلامة المدنيين في إدارة العمليات العسكرية واتباع مبادئ القانون الإنساني الدولي المتمثلة في التمييز والتناسب والحيطة والحذر. والثلاثاء قتل 23 مدنياً، بينهم سبعة من أسرة واحدة، في قصف جوي وبري شنّته قوات النظام في إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوقع القصف أيضاً حوالي 30 جريحاً، عدد منهم في حالة حرجة، بحسب المصدر نفسه. وأضح المرصد أنّه من بين القتلى ال23 هناك سبعة من عائلة واحدة، بينهم طفلة وامرأتان، سقطوا جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها بلدة تلمنس بريف إدلب الجنوبي. وفي قرية بداما بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب الشرقي، أوقع قصف بري لقوات النظام ستة قتلى مدنيين من عائلة واحدة، بينهم أم وأطفالها الثلاثة، بحسب المرصد. وأسفر القصف الجوي والبري المتفرق الذي شنته قوات النظام على مناطق عدة في جنوب إدلب عن مقتل ثمانية مدنيين آخرين، وفق المصدر ذاته الذي أشار إلى إصابة 30 شخصاً بجروح بعضهم في حالات خطرة. وفي قرية معصران، التي قتل فيها ستة مدنيين، أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن القصف طاول سوقاً وقد تضررت متاجر عدة. ونهاية أبريل، بدأت قوات النظام بدعم روسي عملية عسكرية سيطرت خلالها على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية - تركية في نهاية أغسطس.وأسفر الهجوم خلال أربعة أشهر عن مقتل نحو ألف مدني، وفق المرصد السوري، كما وثقت الأممالمتحدة نزوح أكثر من 400 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمناً في المحافظة، وتحديداً قرب الحدود التركية. ولم تخل الهدنة من اشتباكات متفرقة وغارات تشنها قوات النظام وحليفتها روسيا. وقتل منذ التوصل إلى الهدنة أكثر من 250 مدنياً فضلاً عن مئات المقاتلين من الطرفين، بحسب حصيلة للمرصد، الذي أشار إلى تصعيد جديد في القصف بداية نوفمبر.