تواصلت الاحتجاجات ضد النظام القمعي في مدينة "بهبهان" هي إحدي المدن الرائدة في انطلاقة شرارة ثورة الحرية في إيران. وبين تقرير نشره موقع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية كشف فيه تفاصيل انتفاضة 16 نوفمبر التاريخية أن احتجاجات أهالي "بهبهان" انطلقت من مفترق طرق بنك "ملي"، حيث تجمّع الرجال والنساء من كافة الأعمار عند مفترقات الطرق، في مشهد لم يحدث من قبل في المدينة، وردد المتظاهرون "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران"، "ارتفع سعر البنزين وأصبح الفقير أكثر فقراً" و"الإيراني يموت ولا يقبل الذلّة". وتوافد الناس والشباب إلي مفترق بنك "ملي" مردّدة شعارات "الموت لخامنئي، الموت للديكتاتور" و"لترحل مدافع ودبابات الملالي". وأضرم المتظاهرون النيران في فرع بنك "ملي" أقدم بنك حكومي متعدّد الطوابق في "بهبهان". تلاه بنك "سبه" الواقع أمام السينما. ثم توجّه المتظاهرون إلي بنك "صادرات" الذي انهار مبناه بالكامل بعد أن أحرقوه. وعلي الطرف الآخر من الشارع تمّ تدمير بنك "كشاورزي" وبنك "باساركاد". وعجزت قوات الحرس والباسيج أمام مقاومة المنتفضين الشباب واضطرّت إلي الانسحاب بعد فشل محاولاتها لتفريق المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع نحوهم. وأكد التقرير أن نساء "بهبهان" لم يغبن عن المشهد، فكنّ يهتفن بموت النظام الإيراني ويدعُون للإطاحة به، وسط تضامن كبير بين أهالي المدينة والشباب. وتمّ التعرّف على عدة عناصر أمنية بملابس مدنية من قبل مراكز الانتفاضة وتحذير الناس منهم بصوت عال. وقد نالوا جزاءهم علي أيدي الناس، وكان الشباب البواسل في المقدّمة يمنعون عناصر الأمن ومرتزقة النظام من الاقتراب إلي متفرقات الطرق، وهم يهتفون الموت لخامنئي. وأوضح تقرير المقاومة الإيرانية أن القوات القمعية وعناصر قوات الحرس كثّفت من إطلاق النار باتجاه المتظاهرين، واحتدمت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن القمعية للنظام في دوّار "شيراز"؛ المكان الذي شهد مصرع الأخوين "مهرداد" و"محمود دشتي نيا" متأثرين بإصابتهما بالرصاص الحي. وتعهد أهالي "بهبهان" بأنهم سيقتلون عشرة رجال من العناصر الحرس مقابل كل قتيل يسقط من صفوف المتظاهرين. إلى ذلك قامت إحدي فتيات "بهبهان" الشجاعات بتحطيم كتل أحجار من جوانب الشارع وتصويبها نحو عناصر الحرس، وتعرّضت لإطلاق النار وسارع الناس إلي إبعادها عن ساحة المعركة. وكتب أحد شباب "بهبهان" عن أيام الانتفاضة ما يلي: شارك عموم الناس في اشتباكات يوم السبت 16 نوفمبر وساعدوا بعضهم البعض. كانت الأجواء ثورية بحتة، معنويات الناس والشباب عالية للغاية، والأجواء إيجابية. الكل كان يلعن قوات الباسيج والحرس وقادة النظام، معتقدين أن وقت رحيل الملالي قد حان. أهالي "بهبهان" كانوا سعداء جداً لما قاموا به من أفعال بطولية. يرددون: لتحيا الثورة وأحسنت يا "بهبهان"، ويهتفون ب "الموت للظالم، الموت لخامنئي". كانت وحدة الشعب وتضامنه والشعور بالمسؤولية تجاه حماية أموال الناس وممتلكاتهم مرتفعة للغاية خلال التظاهرات. جميع شعارات الشعب كانت تستهدف الحرس والزمرة الحاكمة وخاصة خامنئي".