أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها إزاء أنباء الاشتباكات المتزايدة التي وقعت في لبنان مؤخرًا، وخصوصًا الصدامات التي حدثت أول من أمس بين المتظاهرين وقوى الأمن، وكذلك الاعتداءات التي وقعت على المتظاهرين وقوى الأمن في بيروت. وأهابت الجامعة العربية في بيان أصدرته أمس بالأطراف اللبنانية وقوى الأمن والجيش اللبناني كافة بضرورة الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن أي مظاهر للعنف حفاظًا على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني، والحيلولة دون الانزلاق نحو ما يهدد المصلحة الوطنية العليا، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان. وأشار البيان إلى أن الإسراع في تشكيل الحكومة من شأنه الإسهام في تخفيف حدة التوتر الذي يشهده لبنان، والبدء في اتخاذ الإجراءات التي تفتح الطريق أمام التعامل مع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد. من ناحية أخرى، أكدت النائبة في مجلس النواب اللبناني بولا يعقوبيان أنه على الاتحاد الأوروبي الوقوف بجانب الشعب اللبناني ومنع إيران من التدخل في شؤون لبنان. ودعت يعقوبيان أثناء مشاركتها في مؤتمر داخل أروقة البرلمان الأوربي من مركز بروكسل الدولي لبحوث الاتحاد الأوربي الوقوف إلى جانب اللبنانيين ومساعدة لبنان في استرداد الأموال المنهوبة، وشددت بأنها تخشى على حياتها وحياة اللبنانيين من أعمال عنف انتقامية من جهات مدعومة من إيران بسبب رفضهم للواقع السياسي، وهيمنة أذرع إيران على سياسة لبنان، ويمثلون الفساد الذي تسبب في كل مشاكل لبنان، وبينت يعقوبيان أن لبنان تحكمه مافيا لا تحترم تطلعات الشعب، وأن إيران تحظى بنفوذ كبير وتهيمن على شؤون البلاد، سواء عن طريق حليفها حزب الله أو أطراف أخرى موالية. وأضافت، في حال عدم حصول لبنان على المساعدة العاجلة من الاتحاد الأوروبي فإن العالم سيخسر لبنان وينتصر إرهاب طهران. من جانبه أوضح مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان رمضان أبو جزر بأن اللقاء شهد ملاحظات ونقاش حيال لبنان، حيث أتفق الحضور على ما ذكرته النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان. وبدروهم أشار المراقبون المشاركون بالمؤتمر بينهم عضو البرلمان الأوربي لوكاس ماندل، وشذى إسلام مديرة أوروبا والجغرافيا السياسية في منظمة أصدقاء أوروبا وعدد من السياسيين والمختصين في شأن الشرق الأوسط من أوروبا بأن المؤتمر قد نجح في صياغة خريطة الطريق الجديدة التي ينبغي على الاتحاد الأوروبي اتباعها تجاه تفاقم الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، والحيلولة دون اندلاع أزمات جديدة، كما أعلى بعض الحضور من أهمية توصيات المؤتمر، مؤكدين أنها ستحظى بالاهتمام الكبير على مستوى المجلس والاتحاد والبرلمان الأوروبي، وأنها ستُترجم إلى سياسة استراتيجية جديدة تعيد ضبط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية وتنقلها إلى مستوى أفضل في التعاون والتنسيق، وتحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة.