أعلنت السلطات العراقية سقوط صاروخين قرب قاعدة عسكرية تأوي جنوداً أميركيين في محيط مطار بغداد الدولي فجر الخميس من دون وقوع ضحايا، في عاشر هجوم من نوعه خلال شهر ونصف. وأكدت خلية الإعلام الأمني الرسمية في بيان مقتضب سقوط صاروخين نوع كاتيوشا في المحيط الخارجي لمطار بغداد الدولي، من دون خسائر تذكر. ويأتي الهجوم بعد ثلاثة أيام من هجوم مماثل بأربعة صواريخ، أسفر عن سقوط ستة جرحى من قوات مكافحة الإرهاب التي تتخذ من إحدى القواعد العسكرية المجاورة للمطار مقراً لها. وتضم المناطق المجاورة للمطار قواعد عسكرية عراقية تأوي جنوداً ودبلوماسيين أميركيين. ويعتبر هذا الهجوم العاشر خلال ستة أسابيع ضد قواعد تضم عسكريين أميركيين أو السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد. وكانت الولاياتالمتحدة قلقة من موجة الهجمات الأخيرة ضد قواتها ودبلوماسييها في العراق، في وقت تنوي واشنطن إرسال ما بين خمسة إلى سبعة آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات، لكن واشنطن غالباً ما توجه الاتهام إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران. وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفرنسي الجمعة إنها تعتقد أن كتائب حزب الله المدعومة من إيران والمدرج على القائمة السوداء في الولاياتالمتحدة، تقف وراء تلك الهجمات. بدولاه، قال مسؤول عسكري أميركي كبير إن الهجمات التي تشنها فصائل مسلحة مدعومة من إيران على قواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية في العراق تتزايد وتصبح أكثر تعقيداً مما يدفع بكل الأطراف نحو تصعيد خارج نطاق السيطرة. وأوضح المسؤول أن الهجمات تُعّرض قدرة التحالف على محاربة مقاتلي التنظيم المتشدد للخطر. وبين المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه: "اعتدنا على النيران المزعجة. لكن وتيرة ذلك كانت تأتي عرضاً في السابق، أما الآن فإن معدل التعقيد يتزايد، كما أن كمية الصواريخ التي يتم إطلاقها في الوابل الواحد تزيد، وهو أمر مقلق جدا لنا". وأضاف هناك نقطة ستُحدث أفعالهم عندها تغيراً على الأرض وتجعل من المرجح أكثر أن تتسبب بعض الأفعال والخيارات الأخرى التي يتخذها البعض، سواء كان هم أو نحن. وأردف المسؤول العسكري الأميركي أن الفصائل التي تسلحها إيران تقترب من الخط الأحمر الذي ترد عنده قوات التحالف بالقوة وعندها لن تكون النتيجة محببة لأحد. وشدد المسؤول العسكري أن الحكومة العراقية لم تتخذ إجراء تجاه هذه الهجمات. وقال الأمر مقلق جدا بالنسبة لي أنه من المقبول أن نكون هدفا لهجمات من عناصر يُفترض أنها تحت إمرة الحكومة العراقية كجزء من قواتها الأمنية. وأكد أن الهجوم لم يتسبب في خسائر جسيمة أو فقد أرواح لكن تم اتباع هذا الأسلوب في هجمات على قاعدتي بلد وعين الأسد الجويتين الأسبوع الماضي باستخدام صواريخ كبيرة بما يكفي للتسبب في ضرر بالغ بالمجمعات السكنية ومدارج الطائرات في عين الأسد. واستُخدمت في هجوم يوم الجمعة قرب مطار بغداد صواريخ أكبر عيار 240 ملليمترا لم يرد ما يفيد بأنها استُخدمت في العراق منذ 2011. وفي ذات السياق، أفاد شهود عيان بأن مدنياً عراقياً أطلق فجر الخميس الرصاص على المتظاهرين في ساحة الوثبة بوسط بغداد مما تسبب في مقتل أربعة متظاهرين. وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية إن مدنياً مسلحاً يدعى هيثم علي اسماعيل أطلق الرصاص من بندقية كلاشنكوف صوب متظاهرين في ساحة الوثبة وقتل أربعة منهم. وأوضح الشهود أن عدداً من المتظاهرين طاردوا الجاني في أزقة ساحة الوثبة وهو يحمل البندقية وتم الإمساك به وقتله وتعليق جثته على عمود كهرباء في الساحة وسط تجمع المئات من المتظاهرين، ولا تزال الجثة معلقة.