خطاب الملك منهج ودستور وميثاق للقيم، دائما تتضمن خطابات وأقوال خادم الحرمين الشريفين دروسا ومنهجا للاستفادة منها والأخذ بها، ويمكن لنا أن نعتبر ونأخذ كل خطاب كمنهج ودستور للعمل، وميثاق للقيم وتوجيهات ملكية للمسؤول، وللمواطن وللمقيم. وقد استعرض الملك سلمان - حفظه الله - خلال خطابه الملكي الأخير في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى كافة المستجدات على الساحة العالمية والعربية بالإضافة إلى السياسة الخارجية والداخلية للمملكة، وأبرز التطورات الدولية والإقليمية إلى جانب أهم المكتسبات التنموية التي حدثت خلال الفترة السابقة. وأكد الملك على الدور الكبير والمميز الذي تلعبه المملكة وتأثيرها المهم في القرار السياسي العالمي وكافة الأحداث الدولية التي يشهدها العالم. وهذا ما تؤكده سياسة دول العالم وكافة الهيئات العالمية والدولية والتي تتطلع إلى المملكة بتقدير واحترام، وإلى إشراك المملكة بكافة المحافل الدولية السياسية والاقتصادية بدءاً من هيئة الأممالمتحدة بكل أجهزتها ومنظماتها الدولية التي تحرص على التعاون الدائم مع المملكة والمساعدة في إنهاء بعض القضايا الدولية للثقل الذي تتمتع به المملكة على المستوي الدولي والإقليمي. كما أشار الملك إلى أن المملكة تسير على الطريق الصحيح خلال مسيرتها الطويلة وخلال العقود الماضية، والتي جعلت من المملكة مصدر فخر لكل أبنائها، وأكد خادم الحرمين - أيده الله - على تنفيذ رؤية 2030 بكل محاورها لتحقيق الإنجازات المستقبلية وتعزيز النمو الاقتصادي والتي ستحقق رفع الكفاءات في كافة قطاعات الدولة خاصة في قطاع التعليم والصحة، وتوفير فرص العمل لتوظيف أبناء المملكة. المكانة المرموقة للمملكة وهذا التطور وتلك الإنجازات أكدته الأحداث العالمية والمكانة الاقتصادية التي أثمرت في استضافة المملكة لمجموعة العشرين العام القادم بالرياض، ولأن المملكة من دول العالم الأكثر نموا وتقدما وازدهارا، وللقوة الاقتصادية التي تتمتع بها المملكة فقد تم اختيارها ومنذ العام (2007) كواحدة من مجموعة العشرين والتي تضم أقوى وأكبر دول العالم اقتصادا، والذي أكده أيضا تقرير البنك الدولي، وقد أشار إلى ذلك خادم الحرمين في خطابه، حيث إن المملكة أصبحت من أكثر دول العالم تقدما بكونها عضوا في مجموعة العشرين، وأكثر الدول إصلاحا من بين 190 دولة يشكلون كل دول العالم، وهذا يؤكد تصميم المملكة بكل سلطاتها على المضي قدما في تنفيذ برامجها الإصلاحية كما أكد الملك - رعاه الله - على أن المملكة ماضية في تحقيق الطموحات التي لا حدود لها. كلمات الملك مؤكدة على قدرة المملكة على تجاوز كل التحديات - بفضل الله -، ثم عزيمة وقدرة أبنائها في الدفاع عن أراضيها والذود عنها، وأشار الملك إلى بسالة جنودنا في الحّد الجنوبي، وافتخار كل أبناء المملكة بشهداء الواجب والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، وقد تعرضت المملكة إلى اعتداءات ب286 صاروخا باليستيا و289 طائرة من دون طيار، وهو ما لم تتعرض إليه دولة بالعالم في مدة بسيطة، وبرغم هذا الهجوم العدواني المستمر لم يوثر على مسيرة المملكة التنموية ولا على المجتمع السعودي المتماسك. الملك - حفظه الله - أشار إلى الدور التنويري للمملكة في القضاء على مظاهر التطرف والتشدد، المملكة تحمل إنسانية لا حدود لها مع مواطنيها، ومع المقيمين بها، ومع كل شعوب العالم التي تتطلع إلى السلام والحب، المملكة تمضي إلى المستقبل وهي تحمل بين يديها رسالة كبيرة وعميقة تضم كل الشعوب المحبة للسلام.