قدّم الدكتور عبداللطيف الحميد نبذة تعريفية عن الشاعر جرير الخطفي ونسبه ومولده سنة 28 للهجرة زمن خلافة سيدنا عثمان بن عفان في ناحية من نواحي "إقليم اليمامة" وهي بلدة "أثيفيا" قديمًا "أثيثيا" حاليًا من بلاد "الوشم"؛ مستعرضًا مراحل حياته التي بدأها برعي الغنم في "وادي المروت" وذكر أنّ أهله فقراء يقولون الشعر ويهاجون شعراء قومهم، وجدّه "الخطفي" من الأغنياء كان يجود على جرير حين ذاك، وقال: إن والده "عطيّة" كان مُعدمًا فقيرًا وجدّه "الخطفي حذيفة" كان شاعرًا مُجيدًا ورجّازًا قويًا وثريًا ذا مال، وذكر إخوانه وبنيه ومن نسله وأحفاده من الشعراء وقال: إنّه عاش في بيئة شعريّة. جاء ذلك في محاضرةٍ بعنوان: جرير الخطفي: مقاربة تاريخيّة"، أدارها الدكتور عبدالعزيز الخراشي، في مجلس حمد الجاسر. وذكر المحاضر أن الجغرافيين أشاروا بالنص إلى أن جريرًا ينتمي وأسرته إلى بلدة "أثيثيا" وقدم المحاضر نبذة تعريفية بالشاعر جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي، أحد أضلاع المثلث الأموي الشهير (جرير - الفرزدق - الأخطل). واستعرض بالصور منطقة "القاع" الخضراء والمراعي الطبيعية القريبة لأثيثيا، تهاجَى فيها جرير مع ابن عمه غسّان؛ فأعان البعيث غسّان، وأعان الفرزدق البعيث من بني مجاشع قوم الفرزدق من تميم، وتحوّلت معارك الهجاء بين جرير والفرزدق، وبعد مضي عشر سنوات على المهاجاة وجرير مقيم باليمامة والفرزدق بالبصرة ارتحل جرير إلى البصرة فأقام في المربد بضع سنين وهنا اشتدت الحرب، وزهت مكانة الشعر بعد وصول جرير إلى البصرة. وذكر أن جريرًا اتصل بالأمراء كبشر بن مروان والحجاج في العراق الذي أمضى معه قرابة عشرين سنة ثم اتصل بالخلفاء في دمشق ودخل الأخطل على خط المعركة. ورجح أن عدد المهاجين لجرير قد بلغوا 40 شاعرًا أخمدهم واحدًا واحدًا، وظل جرير والفرزدق والأخطل أبطال تلك المرحلة مشيرًا إلى أن المصادر التي ذكرت وصولهم إلى 80 شاعرًا مبالغ فيه. وقال: إن أول وفادات جرير على الخلفاء كانت في سن الثالثة والثلاثين من عمره، وتقابل مع الأخطل في حضرة عبدالملك بن مروان مرارًا، وذكر رحلاته من اليمامة إلى دمشقوالبصرة. وأضاف: أن جريرًا لم يبرز في الهجاء وحسب، بل أبدع وتميز في مختلف أغراض الشعر من الغزل والفخر والهجاء والمدح. ثم تطرّق على بلدة أثيثيا موطن الشاعر جرير مستعرضًا ما ذكره الهمداني وياقوت وغيرهم من المؤرخين والباحثين في كتبهم عن البلدة وموقعها الجغرافيّ، مستعرضًا بالصور أبرز المواقع فيها. واختتم المحاضرة بذكر إقليم الوشم في شعر جرير حيث ورد في كتب البلدان وأهمها معجم البلدان لياقوت ومعجم ما استعجم للبكري أكثر من 1000 بيت من شعر جرير، ولو دُرّست المواضع التي ذكرها جرير لربما شكلت استنطاقًا للمواضع الجغرافيّة.