تتداول الأوساط العلمية المعنية بالهندسة الوراثية مخاوف وآمالًا بمواجهة معلومات عن نتائج تجارب تنضم تحت المشروع المسمى (كريسبر - كاس9 KRISPR-Cas9)، وهو مشروع ذو آثار على مستقبل البشرية، تتراوح بين تحقيق معجزات، أو استحضار أهوال وكوارث بيولوجية لا يمكن التكهن بخطورتها. و(كريسبر - كاس9 KRISPR-Cas9)، يعني التقنية التي تسمح للعلماء البيولوجيين بالدخول في ال DNA الخاص بالنبات أو الحيوان وتدريجيًا بل حتمًا الإنسان، وذلك بغرض الكشف على سلم الشفرة الوراثية لذلك الكائن الحي، وتحديد الجزء أو الشفرة المسؤولة عن الأمراض الجسدية أو النفسية أو العاهات، وبالتالي استئصالها واستبدالها بحزيئات من الشفرة المطلوبة، مثل استبدال الشفرة المسؤولة عن مرض السرطان أو الزهايمر أو ضمور العضلات، بمعنى أن المستقبل يحمل مفاجاءات لم تخطر على بال بشر من قبل، وكما تؤكد أستاذة الهندسة الوراثية بجامعة كاليفورنيا بيركلي "جنيفر دودنا Jennifer Doudna، التي أسهمت في تطوير "كريسبر - كاس9". تقول "لقد عثرنا على نوع من البروتين في البكتيريا أسهم في إحداث ثورة في مجال تقنية التحكم والتعديل في الموروثات، وذلك بالقطع واللصق والبناء للحمض النووي، عملية تنقيح شبيهة بما نفعله ببرنامج وورد بالنص الكتابي، حيث هذه البكتيريا تعمل كمشرط جزيئي ولكنها قابلة للبرمجة، بحيث يمكننا التحكم في المكان الذي ستُحدث فيه تغييرًا في سلسلة الحمض النووي، ويمكن لذلك علاج أي مرض له أصل وراثي. نحن نملك أداة تمكن العلماء من التحكم في شفرة الحياة". هذا وقد ألهمت الطبيعة الإنسان بهذه القدرة على إعادة بناء الجسد، كما يصرح عالم الأحياء التطويرية في معهد Salk في ساندييغو كاليفورنيا بروفيسور خوان إزبيسوابيلمونت بأنهم يستلهمون من كائنات مثل أسماك الداني، التي تعيد إنماء زعانفها أو قلبها في حالة قطعها، من إعادة، ويحاولون تطبيق ذلك على الإنسان، ولنتعود من حاجة للتبرع بالأعضاء؛ حيث يستنبت الجسد ما يحتاجه مثل القلب أو الكلية أو الكبد أو الخلايا الدماغية وغيرها، وهذا يعني مستقبلًا ببشر بلا أعطاب جسدية أو نفسية، فهل يمكن تخيل بشر خوارق؟ كائنات خارقة تعني كائنات بعيدة عن المفهوم البشري الآن، فهل يمكن القول إن العلوم ستورث الأرض لمخلوقات لا بشرية؟