لو عملنا استطلاعاً للرأي العام عن أكثر موضوع يحتدم فيه النقاش بين مؤيد ومعارض، وكل فريق له مبررات ومسوغات واضحة مدعمة بالأدلة العلمية، لحقق موضوع تناول الدهون والكوليسترول المركز الأول في هذا المضمار. وأهم نقطة الكلام حول الكوليسترول والجلطات وتأثير تناول الدهون، وما نشرته كثير من وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع أن الأبحاث الحديثة أثبتت أنه يمكن للشخص تناول مصادر الكولسترول وليس منها أي خطر. الاختلافات ليست فقط في وجهات النظر بل أيضاً في الأبحاث والتفسيرات العلمية وبين العلماء والباحثين، وعند تناقلها في وسائل التواصل الاجتماعي بلا تمحيص أشكل على أغلب الناس بعض المعلومات الأساسية وانقلبت بعض الحقائق إلى أوهام وكثير من الأوهام يحسبها البعض حقائق من كثرة تردادها. اليوم سأطرح توضيحاً لتلك الاختلافات ولماذا نشأت وما أسبابها؟ محاولة لإيضاح الطرق الوقائية من الأمراض المتعلقة بالدهون. الموضوع شائك جداً، ولهذا لن أناقشه علمياً بعمق بل سأوضح أساسيات مهمة أرى أن فهمها يسهل على المتلقي معرفة سبب الاختلافات ويستوعب اختلاف الأدلة العلمية من الطرفين ثم يتخذ القرار المناسب لصحته دونما أن يكون عليه أي خطر. على صفحة اليوم وضعت بعض الأسئلة عن الدهون والكوليسترول وملحقاتهما واجتهدت في وضع إجاباتها بشكل مختصر أرجو أن أوصله لأذهانكم بشكل صحيح ودقيق، ربما يكون في بعض الإجابات معلومات غير متوقعة وغير شائعة ولكنها حقائق علمية التبست على البعض بسبب كثرة من يفتي في الصحة والتغذية ممن لا يملكون العلم الكافي أو من المجتهدين من الممارسين الصحيين غير مختصين في التغذية السريرية أو العلاجية. أرجو قراءة الإجابات بتمعن لأنها ستوضح لك إشكاليات شائعة، وأرجو أيضاً عدم اجتزاء بعض المعلومات بل فهمها بشكل متكامل.