تساقطت الحوزات في إيران على أيدي المتظاهرين رغم ما تملكه من قدسية للخميني لدى نظام ولاية الفقيه فهي تمثل قوى دينية لدعم السياسة الإيرانية في المنطقة بشكل عام وفي إيران بشكل خاص، فمنذ ولادة نظام الملالي في طهران فرضت هذه الحوزات حضورها الاجتماعي والأمني والسياسي مستغلة الدين لتعبئة الشيعة في المنطقة وذلك من أجل تحقيق المكاسب السياسية لهدف التوسع الإيراني. وقال الناشط السياسي الأحوازي يعقوب حر التستري ل"الرياض" بأن التظاهرات التي يشهدها الشارع الإيراني على أسعار الوقود ليست وليدة اللحظة بل متراكمة وسبق أن تحدثت عنها ندوة جريدة "الرياض" في 10 يناير عام 2018م بحضور مختصين في الشأن الإيراني وكانت خلال ثورة يشهدها الشارع الإيراني وحول مستقبل ثورة الشعب الإيراني وجود الكثير من السيناريوهات المحتملة لنظام الملالي بسبب تلك الثورة، مؤكداً أنها امتداد لثورات سابقة كما أكدتها هذه الندوة عن استمرار التظاهرات وها هي الاحتمالات والمؤشرات تتحقق وهي مواجهة استغلال إيران للدين وربطه بسياستها التوسعية، وأعلنت عن ذلك تقارير مؤسسات دينية في إيران خلال الأيام الماضية مع بدء التظاهرات عن إحراق المتظاهرين للحوزات والمدارس الدينية التي يستغلها نظام ولاية الفقيه في تعبئة الشارع الشيعي ضد المكونات الأخرى، ففي الأحواز وحدها شهدت إحراق عدد من المدارس الدينية إضافة إلى ما شهدته الحوزات في مدينة قم، وكذلك حرق المتظاهرين مكتب إمام الجمعة في مدينة طهران وفي العراق حالياً تم حرق مراكز الحوزات الدينية وطرد موظفيها من قبل أبناء الشعب المنتفض على الفساد وعملاء إيران، وكذلك في الشارع اللبناني طرد المحتجون حركات حزب الله وأمل ورجال الدين المعممين التابعين لنظام ولاية الفقيه، فكل هذا جاء من نزعة وطنية ضد استغلال الدين في السياسة، وضد حوزات الخميني التي انكشفت بأنها غطاء سياسي باسم الدين، مبيناً التستري بأن التظاهرات في الأحواز وعموم إيران مستمرة وتشهد مواجهات دامية سقط خلالها مئات المحتجين بين قتيل وجريح برصاص قوات النظام.