عاد الزملاء من ملتقى مسك للفنون في الرياض، وكان ملتقى فنياً ناجحاً ومبهراً لكل الحاضرين والفنانين المشاركين، كان يفتقد هذا الجو الفني الثقافي وجود أحد نجومه ورواده، الفنان الأستاذ سمير الدهام؛ هو من أهم فناني الرياض والمملكة العربية السعودية، ولد العام 1375ه، وحصل على دبلوم المعلمين حيث بدأ حياته الفنية مبكراً في العام 1395ه كفنان ومعلم وكاتب في الفنون، وهو من الرعيل الأول الذي تربى على جيل المؤسسين السليم والرضوي واليحيا وغيرهم. بدأت مشاركاته الفنية ومساهماته الثقافية في الرئاسة العامة ووزارة المعارف وأرامكو والحرس الوطني وجمعية الثقافة والفنون، وبدأ يكتب في الفنون والثقافة في الصحف اليومية، حيث يعتبر من رواد الكتابة الفنية، هو فنان غزير الإنتاج منذ صغره، فعملية الإبداع الفني عند الدهام تتدفق مثلما يتنفس، مستلهماً مواضيعه من بيئته النجدية، من قلب الجزيرة العربية، الزاخرة بالأشكال والمعاني والذكريات الجميلة لجيل البساطة قبل التعقيد. له عشرات المشاركات المحلية والدولية، وله صور تذكارية تجمعه بأهم الشخصيات العالمية السياسية والرياضية والفنية والثقافية، ومقتنيات عند جهات وشخصيات مهمة. في الحقيقة احتار كناقد وقارئ جمالي في ذكر وشرح ووصف أعمال وجماليات سمير الدهام؛ حيث يمكن بسهولة إدراك تلك الجماليات من خلال زيارة حسابه على الإنستغرام أو الفيسبوك، أو زيارة الجالريهات التي تعتز بوجود لوحات الدهام على جدرانها وإن ذاكرته الفنية ضمن مقتنياتها. تتميز لوحات سمير الدهام بجماليات صياغة وحلول المساحة، فهو من الفنانين المتمكنين في تشكيل المساحات والسيطرة على تشكيلها بالخطوط والأشكال والزخارف والألوان، هذا ما يكسب لوحاته جماليات التكوين العام والتكوين الجزئي لداخل حقول اللوحة، فتصاميه موزونة وتراعي كافة مبادئ الجمال، أساليب بناء وهندسة الصورة. يتعامل الدهام مع اللون من وجهة نظر تعبيرية، حيث نجد في تجربته الفنية فناناً يعبر باللون أكثر مما هو يرسم به، فخبرته اللونية أنتجت للمتلقي منظومة لونية قوامها التناغم والانسجام والتباين المحكم بلمسة فنية مرهفة الحس بجمال الصورة وعلاقته بعين المشاهد، كما يمكن لنا إدراك مدى مهارته وبراعته في التشكيل اللوني من خلال عزفه بالألوان الباردة والحارة والدافئة داخل الحقول المرئية. للشمس والناس والبيوت وعناصرها من شبابيك وأبواب حضور كبير في أعمال سمير الدهام وتحتل مساحة مهمة كمفردات تشكيلية أصيلة، فهو يتعامل معها وكأنها أساس بناء اللوحة والفكرة التي يقوم عليها، ويبدأ يظهرها ويخفيها ويجعلها تسود المشهد أو تختفي منه، بشكل تعبيري رمزي. يساعده بذلك ربطها بالفضاء والسماء وما تحويه من معاني الرحابة والسعة والأمل. في الحقيقة يصعب عليّ سرد جماليات أعمال الدهام؛ فنحن أمام نصف قرن من الإنتاج الفني والجمالي والإبداعي، نصف قرن بين الفرشاة واللون، ومع القلم والورقة في الصحافة، ومع الجمهور والمسؤولين أثناء عمله في وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الفنون، أصبح خلالها الأستاذ سمير الدهام نجماً من نجوم الفن في المملكة ومصر، التي يقيم بها حالياً. من أعمال سمير الدهام سمير الدهام