وطن: ثلاثة أحرف تنحصر في كلمة واحدة، هي قليلة من حيث العدد لكنها تحمل العديد من المعاني والدلالات التي تمتزج بالفخر والاعتزاز والترابط بين مفرداتها.. منذ الأزل كان حُب الوطن هو حُب فطري، ينشأ مع نشأة الإنسان منذ ولادته، ويتربى عليه في صباه، إلى أن يبلغ أشدهُ ويمتد معه إلى سائر عمره، وإذا تعمقنا في كلمة وطن وتغلغلنا في معانيها المتأصلة والمتجذرة، في ذات الإنسان، نجد أن هناك علاقة وطيدة بين الإنسان وتعلقه في الأرض التي وُلِد فيها ونشأ مع أهله ورفاقه ومجتمعه، يرفل وينعم بالهدوء والراحة النفسية نظراً لوجودهم في ذات الأرض، والتعب والحنين والأشتياق لبعده عنها، إذاً هي علاقة اجتماعية.. وأيضاً البيئة التي تأثر بها ونهل واستمد منها عاداته وسلوكه ومعارفه ومكتسباته، وواجباته وحقوقه، تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه، كالقبيلة في مجتمع البدو والحضر، إذاً هو انتماء قبلي، المكان، هو أبلغ تلك المعاني شمولاً، هو كل ما استقر فيه، استقراراً ثابتاً لا يتغير ولا يتزعزع، غير قابل للتبديل أو التفريط بما دون سواه، متقبلٌ مع مختلف الظروف التضاريسية، والجوية، فتجده سريع التأقلم مع كل التغيرات نظراً لحكم نشأته الأولى، فهو يدافع عنه ضد أي عدوٍ يضمر له شراً، ويريد الاعتداء عليه، إذاً.. الوطن ثابتٌ لايتغير هو الأرض المترامية الأطراف التي تحتوي وتتسع للجميع بكل حُب، الوطن ليس هو النشأة ولا القبيلة، ولا البيئة المجتمعية.. الوطن: هو الأرض المستقرة، مثلما تستقر العواطف والمشاعر الجياشة في قلب الإنسان تجاه وطنه، إذاً.. هي العاطفة الصادقة والسامية الحقيقية.. المملكة العربية السعودية، هي أرضي التي عشت وترعرعت فيها، وعاش فيها كُل أفراد القبائل ونشأوا، هي البيئة الحاضنة لنا جميعاً دوماً بكل حُب، عشتُ وقد عاش فيها أجدادي من قبلي، وعاش فيها أطفالي وكبروا، وسيأتي أجيال من بعدنا، وهكذا، نحن إن شاء الله إلى الأبد، ننعم فيها في مراتع العيش، ونستظل تحت ظلها، ونستريح في بساطها الأخضر.. بقيادة ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -.. لذا، نحن نبذل الغالي والنفيس في حماية أرضنا المباركة، ونضع أيدينا في أيدي الدولة، حتى نسمو بها إلى الأمام.. كل عام وأنت بخير يا وطني، كُن بخير.