سيّرت القوات الأميركية الخميس دورية قرب الحدود التركية في شمال شرق سورية، هي الأولى منذ سحب واشنطن قوّاتها من المنطقة الحدودية الشهر الحالي، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وأفاد المراسل أن خمس مدرعات تحمل الأعلام الأميركية سيّرت دورية من قاعدتها في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، متّجهة إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمال بلدة القحطانية، على الرغم من أن هذه المنطقة باتت بموجب المعارك والاتفاقات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، واقعة بالمبدأ تحت سيطرة القوات الروسية وقوات النظام السوري. وكانت قوات سورية الديموقراطية أعربت بداية عن تحفظاتها إزاء بعض ما جاء في الاتفاق، لكنها أعلنت في وقت لاحق بدء سحب قواتها من "كامل المنطقة الحدودية"، ولا تزال تحتفظ ببعض المواقع خصوصاً شرق مدينة القامشلي. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن القوات الأميركية تريد أن تحافظ على تواجدها في الجهة الشرقية من المنطقة الحدودية. وقال "يريد الأميركيون أن يمنعوا روسيا وقوات النظام من الانتشار في المنطقة الواقعة شرق مدينة القامشلي" التي تعتبر بمثابة عاصمة "للإدارة الذاتية الكردية" المعلنة من طرف واحد في شمال وشمال شرق سورية. ورافق الدورية الأميركية مقاتلون أكراد من قوات سورية الديموقراطية. وتأتي الدوريات الأميركية بعد وصول تعزيزات أميركية إلى سورية من العراق المجاور في الأيام الأخيرة. من ناحية أخرى قال شهود ومسعف إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا الخميس في انفجار سيارة ملغومة في سوق مزدحمة في مدينة عفرين بشمال غرب سورية الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة مدعومة من تركيا. وقالوا إن الانفجار أصاب 30 شخصا على الأقل بجروح. وانتزع الجيش التركي بمساعدة حلفائه من مقاتلي المعارضة السورية مدينة عفرين التي تقطنها أغلبية كردية من وحدات حماية الشعب الكردية السورية في هجوم كبير في مارس 2018. وأقامت القوات التركية منذ ذلك الحين منطقة عازلة داخل شمال سورية تمتد على أغلب الشريط الحدودي. على صعيد آخر أشاد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الثلاثاء بأول اجتماع للجنة التي تضم مفاوضين من النظام السوري والمعارضين والمكلفة بتعديل الدستور السوري، ووصفه بأنه "تاريخي". والأربعاء جلس الوفدان وجها لوجه في جنيف لإطلاق عملية مراجعة الدستور. وصرح غوتيريش في مؤتمر حول الوساطة في اسطنبول نظمته الحكومة التركية "كان أول اجتماع للجنة الدستورية أمس تاريخيا وأساسا للتقدم". وأضاف "آمل في أن يكون خطوة أولى باتجاه التوصل إلى حل سياسي ينهي هذا الفصل المأساوي من حياة الشعب السوري ويخلق الفرص لجميع السوريين للعودة إلى ديارهم الأصلية بأمان وكرامة وإنهاء وضعهم كلاجئين". وانطلقت أعمال اللجنة ظهر الأربعاء خلال جلسة افتتاحية ترأسها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، بحضور الأعضاء المئة والخمسين للجنة، الممثلين بالتساوي للحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.