«الرياض» تقف على خدمات الإصلاحيات

إنفاذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أطلقت المديرية العامة للسجون بالمملكة خدمة (مراكز للأعمال) في إصلاحياتها بمناطق ومحافظات المملكة لمساعدة النزلاء الموقوفين في (قضايا الحقوق المالية) لتمكينهم من متابعة أعمالهم وإعانتهم على الوصول إلى تسويات مع دائنيهم التي تم تهيئتها بكافة الخدمات خارج المنطقة السجنية داخل الإصلاحيات.
السماح باستخدام الجوال واستقبال المحامي ومراجعة المحاكم من دون قيد
وتأتي إقامة مراكز الأعمال داخل إصلاحيات المملكة، وفصل الموقوفين في قضايا مالية عن الموقوفين في بقية القضايا وتوفير تلك الخدمات لهم ضمن الخطة الاستراتيجية الجديدة التي وجه سمو وزير الداخلية بتنفيذها بالمديرية العامة للسجون بكافة إصلاحياتها بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، ضمن حزمة من البرامج التطويرية الهادفة إلى وضع اللبنات التأسيسية لمواكبة الرؤية الطموحة للمملكة 2030.
"الرياض" قامت بجولة داخل إصلاحية الرياض بالحائر للتعرف عن قرب على مبادرة (مراكز الأعمال داخل الإصلاحيات) وأهميتها ودورها في البرامج الإصلاحية المقدمة للنزلاء الموقوفين في قضايا مالية حيث التقينا عددا من الموقوفين والمشرفين على مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر.
مصروف جيب شهري وتوزيع بخور وعطورات للنزيل وزيارات أسبوعية للأسر
في البداية أوضح مساعد مدير إصلاحية الرياض بالحائر المقدم تركي بن جديد أنه وإنفاذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وبتعليمات ومتابعة من مدير عام السجون بالمملكة اللواء محمد بن علي الأسمري وبمتابعة مدير إصلاحية الرياض بالحائر المقدم علي بن راشد الزهراني، بدأت إصلاحية الرياض بالحائر بتنفيذ رؤية وتعليمات المديرية العامة للسجون والتي ركزت في السنوات الأخيرة على برامج التأهيل والإصلاح المقدمة للموقفين بالإصلاحيات في مختلف القضايا كل حسب قضيته والبرنامج الإصلاحي والتأهيلي الموجه له، بهدف المحافظة على النزلاء من الوقوع ضحية لظاهرة العودة للسجن مرة أخرى، والحفاظ على كرامته، وحقوقه أثناء فترة محكوميته، والعمل الجاد على تهذيب سلوك النزلاء، من خلال إعادة تأهيلهم، ليصبحوا أفرادا منتجين في المجتمع، وتعليم الموقوفين المعلومات الضرورية، ورفع مستواهم الذهني والاجتماعي، ومساعدتهم على التكيف داخل المؤسسة الإصلاحية، وخارجها، والعمل الجاد على تقديم أفضل الخدمات الإصلاحية، خلال فترة الإيقاف، إضافة لبرامج الرعاية اللاحقة للسجناء بعد خروجهم.
المقدم ابن جديد: خدمات نوعية لمن أجبرتهم ظروف الحياة للإيقاف
وعن مبادرة إقامة مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر، قال المقدم ابن جديد في حديثه ل "الرياض":
إن مبادرة مراكز الأعمال الخاصة بتسهيل إجراءات نزلاء حقوق المطالبات المالية تأتي بهدف خدمة نوعية من السجناء الذين ربما أجبرتهم ظروف الحياة بالصدفة للإيقاف بداخل الإصلاحيات بسبب ظروفهم المادية أو بخسائر في مشروعاتهم الاستثمارية، وعدم مقدرتهم على تسديد ما عليهم من (ديون) مستحقات مالية للآخرين، وحيث إن مثل هذا النوع من القضايا الموجبة للإيقاف، قد تدفع بالضحية لبقاء وقت طويل في (التوقيف) وربما تستوجب قضية مراجعة بعض الجهات المستحقة وربما لديه أعمال يستوجب عليه عملها، ولقاء محامي خاص أو محاسب، وغير ذلك من الواجبات، منها جاءت فكرة عمل مراكز الأعمال داخل الإصلاحيات والتي توفر للنزيل كافة الخدمات المساعدة لتخطي ظروفه وأنجاز أعماله بيسر وسهولة بأماكن مريحة وخدمات اتصالات وغيرها من الاحتياجات التي يمكنكم الآن الوقوف عليها ولقاء المستفيدين من الموقفين في القضايا المالية لمعرفة المزيد عن هذه الخدمات.
النقيب الغفيلي: المركز يعمل على مساعدة الموقوفين على متابعة أعمالهم ويعينهم على الوصول إلى تسويات مع دائنيهم
"الرياض" تتجول داخل مركز الأعمال للسجناء
"الرياض" رافقت مساعد مدير إصلاحية الرياض بالحائر المقدم تركي بن جديد للاطلاع على أبرز ما يقدمه مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر وللقاء بعض الموقوفين في القضايا المالية (ديون) لرصد مستوى رضاهم عن هذه المبادرة التي قدمتها المديرية العامة للسجون بالمملكة للموقوفين في القضايا المالية والتي من أبرزها فصلهم عن بقية القضايا الأخرى والذي رفع من معنوياتهم وحالتهم النفسية والاجتماعية، رغم صعوبة سلب الحرية على حد تعبيرهم بعد إيقافهم بسبب الظروف المالية التي دعت خصومهم للمطالبة بحقوقهم، وإيقافهم، لحين تسديد ما عليهم من مستحقات مالية للآخرين، حيث التقينا في بالبداية بالنقيب محمد بن فهد الغفيلي مدير مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر، الذي أكد في بداية حديثة ل "الرياض" أن المديرية العامة للسجون بالمملكة ركزت في السنوات الأخيرة على إعادة صياغة مفهوم التأهيل والإصلاح ليواكب أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال وبدأت إصلاحية الرياض بالحائر وبمتابعة من مدير الإصلاحية ومساعدة بالعمل الجادة على تطبيق رؤية المديرية العامة للسجون ودعم الأنشطة الإصلاحية المقدمة بداخل الإصلاحية لتلبي جميع احتياجات النزلاء الموقوفين كل حسب احتياجه وحسب طبيعة قضيته الموقوف فيها بعد أن تم اعتماد هذه البرامج والأنشطة والخطط من المسؤولين بالمديرية العامة للسجون بعد دراستها على أيدي عدد من المختصين في المجالات النفسية والاجتماعية والأمنية، كما أكد مدير مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر النقيب الغفيلي في حديثه ل "الرياض" على الاهتمام الذي يوليه المسؤولون وفي مقدمتهم سمو زير الداخلية - حفظه الله - لنزلاء ونزيلات المؤسسات الإصلاحية، الذي يشمل أنواع الدعم المادي والمعنوي والتشغيل والتدريب على بعض الحرف والمهن التي تتناسب وقدراتهم وميولهم، لتهيئتهم لممارسة حياة طبيعية في مجتمعهم بعد انقضاء محكومياتهم، ومساعدتهم على تخطي العقبات نحو حياة كريمة جديدة بعد خروجهم من السجن - بإذن الله -.
وقال النقيب الغفيلي: إن مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر تم تهيئته بهدف مساعدة النزلاء الموقوفين في قضايا الحقوق المالية، بحيث يمكنهم من متابعة أعمالهم، ويعينهم على الوصول إلى تسويات مع دائنيهم، من خلال مركز تم تهيئته بكافة الخدمات بموقع خاص بالمنطقة السجنية.
ووصف ل "الرياض" مدير مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر النقيب محمد الغفيلي مركز الأعمال بأنه موقع تم استحداثه مؤخرا لاستقبال الموقوفين في القضايا المالية (ديون) فقط داخل الإصلاحية بعد أن تم فصل الموقوفين في القضايا المالية عن الموقوفين في القضايا الجنائية في مهاجع خاصة لهم وفرت فيها جميع سبل الراحة، مشيرا أن مركز الأعمال تقدم للموقوفين في القضايا المالية خدمات تختلف عن الموقوفين في القضايا الجنائية الأخرى ومنها أبرز تلك الخدمات خدمة (الإنترنت) والسماح باستخدام الجوال وتشمل الخدمات المقدمة لنزلاء مركز الأعمال الخدمات الأمنية، والخدمات الاجتماعية، والخدمات المتنوعة الأخرى ففي الجانب الأمني: هناك طاقم عسكري مُتكامل الأركان بضباطه وأفراده تحت إدارة إصلاحية الرياض يقف على خدمة النزلاء وتوفير احتياجاتهم والإجابة عن أسئلتهم، كذلك تلقي أي طلبات منهم ويلبي رغباتهم واحتياجاتهم وإيصال صوتهم، ويعمل الفريق الأمني على الإشراف والمتابعة وتيسير أمور الدخول والخروج للنزلاء ومتابعة كافة طلباتهم، ومن الخدمات التي يقدمها مركز الأعمال في الجانب الاجتماعي العمل على تسهيل زيارات ولقاءات أسبوعية للأهالي والأقارب للموقوفين داخل مراكز الأعمال في القضايا المالية ومن دون تشديد لمساعدة النزلاء على التواصل والتقارب الأُسري مع أقاربهم وأبنائهم، مع توفير الملابس والعطور والبخور وكافة احتياجات النزلاء، وصرف مكافاة مصروف جيب شهري للنزيل.
وعن الجانب الخدمي يقول النقيب الغفيلي: فبفضل الله قد تمت موافقة المديرية العامة للسجون بالسماح للنزلاء بمركز الأعمال باستخدام الهاتف الجوال والأجهزة الذكية ضمن الضوابط الأمنية للتواصل مع ذويهم ومحاولة التواصل مع خصومهم أصحاب المال والجهات المعنية لإيجاد سبيل الخروج مما هم فيه.
كما أن مركز الأعمال يوفر في كل جناح أجهزة حاسب آلي مزودة بالإنترنت لخدمة النزلاء مع صيانة دورية لها لتجنب الأعطال الإلكترونية لعدم التأخر على النزيل وخدمته، حيث يستخدمها الموقوفون في إنهاء إجراءاتهم الإلكترونية، وكما أن لنزيل مركز الأعمال زيارة المحاكم والشُرط والنيابة العامة والبنوك والمستشفيات من دون قيد أو كلبش ومن ضمن الخدمات خروج النزلاء بشكل يومي للذين يحتاجون رعاية صحية مستمرة من المركز الصحي بالإصلاحية، وكذلك الانضمام لمنصة أبشر وتجديد الاشتراك بها حيث يتم خروج النزلاء لتحديث بياناتهم بشكل أسبوعي أو شهري
ومراجعة كافة الجهات الأمنية والمدنية في حال الطلب بطاقم خاص من الإصلاحية وتسهيل كافة أموره وبداخل أروقة مركز الأعمال عدة أجنحة مُهيئة بمصلى للعبادة ومزود بالمصاحف وبعض الكتب الدينية وتوجد مكتبة متكاملة بها عدة كتب متنوعة لتثقيف النزلاء وَكذلك مجلس بفرش فاخر لقضاء الأوقات الأخوية ومتابعة التلفزيون وتناول القهوة والشاي وبعض التمور والمأكولات وصالة للطعام مجهزة كاملاً بغسالة أطباق وسخان للماء وأرفق ستان ستيل لعدم الصدأ وطاولات وقد هُيئ الميز بجودةٍ عالية لا يسع الحديثُ عنها ناهيك عن الوجبة المقدمة للنزلاء بشكل صحي وبعناية والمتنوعة طوال الأسبوع كما تم الحرص على توفير وجبات صحية خاصة لكبار السن والمرضى بالسكر والضغظ، كما يوجد بمركز الأعمال مكان للتشميس لرفع مستوى فيتامين (د) للمستفيدين ويتسع الجميع ويخدم فئة المدخنين لعدم إزعاج غير المدخن ومنع التدخين داخل الجناح كما ويوجد أيضا غرفة مخصصة للحلاقة علي أيدي مختصين بهذه المهنة، ويوجد أيضا قسم مغاسل الملابس على أيدي مختصين بهذه المهنة كذلك.
"الرياض" تلتقي الموقوفين بمراكز الأعمال
"الرياض" التقت بعدد من الموقوفين في مركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر لرصد انطباعتهم عن الخدمات المقدمة لهم ومدى أهمية فكرة إقامة مراكز الأعمال في الإصلاحيات، والذين أبدوا شكرهم للمسؤولين والقائمين على هذه المبادرة مؤكدين أن مركز الأعمال خفف من معاناتهم النفسية ونظره المجتمع لكونهم موقوفين، حيث كان ينظر لهم في السابق على أنهم سجناء ضمن جميع السجناء المتورطين في قضايا القتل أو السرقة، أو الترويج وغيرها من القضايا، أما اليوم بعد أن تم عزلهم عن أصحاب القضايا الجنائية في مراكز الأعمال وفي مهاجع خاصة أصبحوا يشعرون بتحسن في حالتهم النفسية والمزاجية، مشيرين أن نوعية الموقوفين جميعهم من طبقات في الغالب تكون من الطبقة الممتازة في المهن والأعمال والتخصصات والرتب والتعليم لكن ظروف الحياة وفشل بعض المشروعات المالية والتجارية أجبرتهم (للإيقاف داخل الإصلاحيات) وكانوا في السابق يعانون من التواصل مع أصحاب الدين أما اليوم فأصبح الوضع ميسرا بوجودهم داخل هذا المكان لكن الجميع اتفق على أن المشكلة التي تقف أمامهم اليوم هي مسألة (إيقاف الخدمات) والتي تقف عائقا أمامهم في تنفيذ كثير من الخدمات التي وفرها لهم مراكز الأعمال مثل خدمة استخدام الإنترنت.
في البداية يقول (فيصل) أحد الموقوفين في قضية مالية بمركز الأعمال بإصلاحية الرياض بالحائر مما لاشك فيه أننا في نعمةٍ من المولى جل وعلا على أن هُيئ لنا مثل مركز الأعمال الذي تكرمت دولتنا المباركة بجمع نزلاء المطالبة المالية فيه، ووفرت لهم خدمات الاتصال مع أطرافهم أصحاب (المال) وسهلت لقاءهم بالمحامي الخاص بهم وأضاف فيصل الذي قال أصبحت أتطوع بالمركز كوني أحد النزلاء لخدمة بعض كبار السن الذين لا يجيدون استخدام الحاسب الآلي والإنترنت لتسهيل إجراءاتهم، كما أني استفدت كثيرا من الخدمات المقدمة هنا في مركز الأعمال في التواصل مع خصومي وتسهيل بعض إجراءاتي ولله الحمد، واستدرك فيصل حديثه قائلا إن غالبية الموقفين هنا يواجهون مشكلة واحدة فقط وهي إيقاف خدماتهم عن طريق النظام، ومن هنا يصعب عليهم إنجاز بعض الخدمات الإلكترونية، متمنيا أن تناقش هذه المسألة ويوضع لها حل.
من جانبه يقول أبو يوسف: إن الخدمات التي يقدمها مركز الأعمال خدمات فريدة ومبتكرة ومن أهمها استقبال المحامي والتواصل مع خصومك بسهولة عبر شبكة الاتصال والتفاوض معهم حيث سهلت هذه الخدمات على الكثير من النزلاء عملية خروجهم بعد الوصول لتسوية مع خصومهم، وأكد أبويوسف حديث فيصل في أن المشكلة الأبرز التي تواجه المستفيدين من خدمة مراكز الأعمال هي مشكلة إيقاف خدمات الموقوفين في الإصلاحية، مما يصعب عليه من الاستفادة من خدمات الشبكة الإلكترونية، كما نوه أبويوسف بخدمات التغذية، وخدمات تسهيل الزيارات الأسرية للأقارب والأبناء، والسماح باستخدام الجوال داخل التوقيف وهذه الخدمات على حد تعبيره خفف معاناة الموقوفين بداخل مركز الأعمال كما أن فصل أصحاب القضايا الجنائية عن الموقوفين في القضايا المالية ساهم بشكل كبير في رفع معنويتهم وبث السرور في أسرهم عند زيارتهم بالإصلاحية.
أما أبو عيسى فأبدى سعادته رغم شعوره بمرارة التوقيف وحبس الحرية وقال رغم أننا موقوفون إلا أننا نشعر براحة نفسية بعد توفير تلك الخدمات من خدمات الجوال واستخدام الشبكة وإنهاء إجراءاتنا، وتواصلنا مع أصحاب الحق، إضافة لوجود مكتبة داخل السجن، ووسائل تسلية متنوعة، وغيرها من الخدمات، إضافة للخروج للمحاكم دون قيود، وهذا يعطينا بعض الارتياح.
النقيب محمد الغفيلي
مركز خدمات الأعمال بإصلاحية الرياض في الحائر
مهاجع للنزلاء بخدمات فندقية
وجبات تناسب كافة الأعمار تقدم للنزلاء
السماح للنزلاء باستخدام الجوال
فتح خدمات الإنترنت على مدار الساعة لتسهيل إجراءات النزلاء
مكتبة لخدمة النزلاء
أماكن للتشميس لراحة النزلاء