سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشروع إطلاق «مؤقت» للسجناء.. ومحميات للإنتاج الزراعي والحيواني في الإصلاحيات مدير إصلاحية الرياض بالحائر ل«الرياض»: نتجه لتحويل مفهوم العقوبة إلى فرصة تُستثمر فيها كل ثانية
كشف مدير إصلاحية الرياض بالحائر العقيد خالد بن قطنان المالكي، في حديث خاص ل"الرياض"، أن السجون بالمملكة تتجه لتغيير مفهوم العقوبة المقيدة للحرية وجعل الفترة التي يقضيها السجين في الإصلاحيات الجديدة فترة للعودة للحياة من جديد واستفادة السجين من قضاء فترة عقوبته؛ فلا يخسر من عمره أي ثانية يقضيها داخل الإصلاحية، ليعود للحياة من جديد في كامل صحته الجسدية والنفسية والاجتماعية، مكوناً أسرة يمارس من خلالها حياة رب الأسرة اليومية في التربية والتعليم والإنجاب مثله مثل أي شخص آخر على قيد الحياة. وكشف عن تبني مشروع جديد يمكّن النزيل من مغادرة الإصلاحية صباحاً والعودة مساءً، إضافة إلى توفير العمل للسجين خارج السجن، وتوفير الوظائف لخريجي الإصلاحيات. توفير عمل خارج السجن أثناء فترة المحكومية.. ووظائف لخريجي الإصلاحيات وأكد العقيد خالد المالكي، أن توجيهات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، تلزم جميع لعاملين بالمديرية العامة للسجون الإصلاحيات بالمملكة بتوفير المعايير العالمية والإنسانية في ما يتعلق بالبرامج الإصلاحية للنزيل، بما يحقق كرامته الإنسانية، ويوفر له جميع الإمكانات من أجل تأهيلية وإعادة دمجة بالمجتمع، وتطبيق معاملة جميع السجناء من جميع الجنسيات وفي مختلف القضايا معاملة إنسانية انطلاقا من تعاليم الأسلام، وبما نصت عليه الأنظمة، مشيرا أن توجيهات سمو ولي العهد تقتضي العمل الجاد على أن يستفيد السجين من فترة محكوميته في مواصلة تعليمه والمحافظة على صحته النفسية والجسدية والحرص على استمرار تعليم السجناء وإلحاقهم بالدراسة في جميع التخصصات من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية والدراسات العلياء وعدم حرمانه من الزواج والإنجاب. لا نفرق بين سعودي ومقيم.. وشعارنا المعاملة الحسنة وفق الشريعة السمحة وعن أبرز الأفكار والمشاريع الجديدة التي بدأت المديرية العامة للسجون في دراستها والعمل في تطبيقها، أوضح مدير إصلاحية الرياض، أن من أبرز تلك المشاريع مشروع البدء في العمل بالإصلاحيات شبه المفتوحة التي يمارس من خلالها النزلاء جميع البرامج والهويات كالبرامج الرياضية والترفيهية والبرامج الاجتماعية في نظم القصائد وكتابة القصة والرسم والتصوير؛ وأضاف أن من أبرز البرامج أيضا إقامة الدورات في مختلف المهن مثل: السباكة والكهرباء والميكانيكا والحاسب الآلي، من خلال التعاون مع المؤسسة العامة للتعليم والتدريب المهني، ومنح الملتحقين شهادات معتمدة ودبلومات في كافة التخصصات، من دون أن تكون هذه الشهادات مسجلة بأنها من داخل الإصلاحية، إذ عملت المديرية العامة للسجون وبمتابعة من مدير عام السجون بالمملكة على التعاون مع هيئة المدن الصناعية لإنشاء مصانع وحاضنات بجانب السجون لتشغيل السجناء بعد تدريبهم في هذه المصانع داخل الإصلاحيات. وأشار إلى أن إدارة الإصلاحية بدأت في توفير العمل للسجين خارج السجن أثناء تمضية محكوميته، وكذلك العمل على توفير الوظائف لخريجي الإصلاحيات الراغبين في العمل بعد انتهاء فترة عقوبتهم. وعن البرامج الإصلاحية الجديدة التي تتجه المديرية العامة للسجون لتنفيذها، كشف العقيد المالكي ل"الرياض"، أن إصلاحية الرياض بالحائر بدأت في دراسة وتنفيذ بعض البرامج الإصلاحية الجديدة، مثل البدء في توفير مناطق داخل الإصلاحية للإنتاج الزراعي والحيواني، يعمل فيها بعض نزلاء الإصلاحية الراغبين، ونحن نجهز للعمل فيها قريباً وسيتم الإعلان عن العمل فيها خلال الفترة المقبلة. وأضاف العقيد المالكي: "روعي في إصلاحية الرياض بالحائر استحداث مبنى جديد تحت مسمى الاستضافة، حيث يهيئ السجين خلال الستة الأشهر الأولى للخروج، فيمكّن أن يخرج من الإصلاحية صباحاً ويعود للسجن مساءً، للعمل أو الدارسة الجامعية والدراسات العليا، وهو من المشاريع الحديثة التي نعمل عليها الآن لتهيئة النزيل للخروج والاندماج في المجتمع. وعن موضوع حرية الزواج للسجناء، أشار إلى أنه لا يوجد ما يمنع السجين من حق الزواج، مضيفا "نتلقى طلبات من السجناء الجدد ممن يرغبون الزواج، ولهم الحق في الخروج من السجن وإقامة مراسم الزواج خارج الإصلاحية لمدة 24 ساعة ويعطى 48 ساعة أو أكثر متى ما انطبقت عليه شروط الخروج والزواج، أما بالنسبة للسجناء من المتزوجين سابقاً فيوجد لدينا البيت العائلي ونظام الخلوة الشرعية، وكثيراً من السجناء يستفيدون من حضور زوجاتهم للبيت العائلي وقضاء الوقت مع زوجاتهم وأبنائهم". وعن عملية دمج السجناء مع بعضهم أو التفريق بينهم حسب الجنسيات، أشار مدير إصلاحية الرياض بالحائر إلى أنه لا يتم التفريق بين السجناء، فجميع الجنسيات يحظون بنفس الخدمة ويوضعون في نفس المهاجع، لكن التقسيم فقط في يتم وفق نوع القضايا، فيوضع أصحاب قضايا القتل في مهاجع مخصصة والسرقات في مهاجع أخرى والحقوق وكذلك قضايا السرقات والابتزاز، كما يتم توزيع السجناء وفق الإعمار وحسب الشكل والجسم والعمر (من 18 حتى 25 ومن 25 وما فوق)، وتقدم لهم نفس الخدمات ويستفيدون من جميع البرامج. ونفى العقيد المالكي، أن يكون هناك أي انتهاك لحقوق الإنسان داخل الإصلاحيات، إذ يعامل جميع السجناء من جميع الجنسيات بأنسانية وفق ما نصت عليه الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن أبواب الأصلاحية مفتوحة لمنظمات حقوق الإنسان، وقد زارتها عدة لجان دولية متخصصة في حقوق الإنسان ووفود من الجامعة العربية للإطلاع على معاملة السجناء والألتقاء بهم والأستماع لهم، فكان أنطباعهم جدا رائع، وكتبت تقارير من تلك الهيئات والمنظمات تؤكد بأن المملكة تضاهي جميع دول العالم في الخدمة المقدمة للسجناء. وأكد العقيد المالكي أن برامج التأهيل والأصلاح بإصلاحية الرياض، بمتابعة من مدير عام السجون بالمملكة اللواء إبراهيم الحمزي ومدير سجون منطقة الرياض العميد علي آل قوت، تنطلق من برنامجين هما التأهيل والإصلاح، فالتأهيل من خلال قسم الرعاية الاجتماعية وبإشراف عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين، الذين يلتقون السجين منذ بداية دخولة للإصلاحية لدراسة حالته ومتابعته داخل الجناح، والبدء في تأهيله للعودة للحياة من جديد، وهي خدمة تشمل أيضا أسرة السجين من ناحية توفير الضمان الاجتماعي والخلوة الشرعية، وغيرها من الخدمات المساندة. وأضاف: "ثم ينتقل النزيل إلى برنامج للإصلاح، حيث يوجد برامج موجهة بمشاركة عدة جهات داخل الإصلاحية ومنها مكتب الدعوة والإرشاد ومكتب توعية الجاليات وإدارة التعليم"، مؤكداً في الوقت نفسه أن إصلاحية الرياض الجديدة روعي أن يكون التركيز فيها على تنفيذ البرامج الجيدة للتأهيل والإصلاح، لا على تنفيذ الأحكام فقط، بل نبدأ مرحلة التأهيل والإصلاح المناسبة للسجين، بهدف أخراج السجين كعضو فعال لإسرته ومجتمعة بعد توفير جميع الخدمات الصحية والتغذية والتعليم له بداخل الإصلاحية. وفي نهاية حديثة ل"الرياض" أكد مدير إصلاحية الرياض بالحائر العقيد المالكي، أن العمل جار على قدم وساق لتصحيح الفكرة المغلوطة عن السجون والتركيز المستمر على توفير جميع الخدمات المقدمة للسجناء، التي ستسهم في إخراج السجين كعضو نفع وبناء وليس عضو هدم، علاوة على المتابعة الدائمة لمعاملات السجناء وعدم تأخيرها، ورصد الحال الصحية والنفسية للسجناء أولاً وقبل كل شي، مؤكداً أن هذه الإصلاحية ستمثل نقلة نوعية من حيث الخدمة والبيئة الصحية، التي تكفل من التوجيه والرعاية ما يغير سلوك السجين العدواني إلى سلوك مفيد لأسرته ومجتمعه. العقيد خالد المالكي دورات الحاسب الآلي واحد من البرامج التأهيلية للنزلاء منظر خارجي لإصلاحية الرياض بالحائر أحد النزلاء يعرض مشاركته باليوم الوطني (تصوير/ نايف الحمداني) برامج رياضية وترفيهية للسجناء