وصل الهلال لنهائي القارة الأقوى والأشهر، النهائي الحلم والأمنية لأندية القارة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، وصول الهلال لهذا النهائي وإن كان غير مستغرب خلال السنوات الخمس الماضية والتي شهدت تواجد زعيم القارة لثلاث مرات إلا أنه وصول لا يزال يكرر نفسه في كل مرة بل لا أبالغ إذا قلت إنه طبق الأصل من الوصول لنهائي النسخ السابقة. الهلال كفريق مميز لديه أدوات حسم حاسمة في أغلب مراكزه خاصة خط وسطه الذي أراه الأفضل على مستوى أندية القارة والأكثر إنتاجية في الصناعة والتسجيل إلا إنه وكما يقال الزين لا يكمل فجمال الهلال وحضوره المميز على صعيد القارة يتوارى دائمًا في الأمتار الأخيرة والتي حرمته من بطولات كبرى على مستوى القارة، فالخطوط الخلفية في الهلال دائمًا ما تقضي على آمال وأحلام الهلال ومحبيه بارتكاب أخطاء كارثية وفادحة بل الغريب أن هذه الأخطاء التي تتكرر مع الهلال في النهائيات الآسيوية والتي يعرفها الهلال ومنافسوه في هذه النسخة تفاقمت أكثر وكادت تقصيه من الوصول للنهائي الثالث لولا توفيق الله وجهود خط هجومه الذي يستحق الإشادة والاحتفاء بعد تسجيله لستة أهداف في مباراتين في نصف النهائي، وهذا رقم كبير يبرهن النجومية الكبيرة التي تمتلكها عناصر الخطوط الأمامية للفريق عكس خطوطه الخلفية التي تلقت خلال اللقاءين خماسية كادت ترمي بالفريق خارج البطولة على أرضه وبين جماهيره. هذه الأخطاء الدفاعية الفادحة التي تتكرر في كل نهائي يصله الهلال يتحملها مدربو الفريق وإدارته حاليًا وسابقًا بإهمالها لهذا الخط والاعتماد على سياسة يا تصيب يا تخيب. البطولة الآسيوية في أدوارها النهائية قوية كونها تجمع صفوة أندية القارة، فرق حشدت كل قوتها واستعدت لمثل هذه البطولة باختيار أفضل العناصر الفنية المحلية والأجنبية بل لا أبالغ إذا قلت بأنها في مستوى منتخبات القارة، وهذا ما يغفله مسيرو الهلال معتمدين على نجاح الفريق محليًا والذي لم يجد الهلال فريقًا يستطيع كشف عيوب الهلال له كما يحدث آسيويًا؛ فالهلال محليًا هو الفريق المبادر والمهاجم والمسيطر على خصمه لذا تختفي بعض عيوبه الفنية التي غالبًا لا تظهر إلا إذا وُجد فريق قوي يهاجم الهلال ويضغط على خطوطه الخلفية كما حدث مع نهائي 2017م، ومواجهة نصف النهائي من هذه البطولة أمام السد. رازفان لوشيسكو أمام فرصة تاريخية لتقديم نفسه للجماهير الآسيوية والعالمية إذا استطاع تلافي الأخطاء الدفاعية في الهلال وانتزاع البطولة الأغلى والأثمن آسيويًا، فأمامه الوقت والعناصر التي يستطيع من خلالها تنظيم خطوط فريقه الخلفية بشكل جيد واستثمار القدرات الفنية الكبيرة التي يمتلكها قوميز وجيوفنكو وكاريلو والنجم سالم الدوسري كوسيلة ضغط قوية لخصمه كونهم الأفضل فنيًا والأكثر خبرة وجاهزية على مستوى القارة، كما عليه البعد عن المجاملة باختيار العناصر الاحتياطية التي تستطيع إضافة الفائدة الفنية لفريقه وقت ما دعت الحاجة لذلك، وألا يكرر ما حدث في مواجهة السد بعد أن زج بعناصر لم تستطع تقديم أي إضافة فنية؛ فالتغيير يُبنى على حاجة الفريق دفاعًا أو هجومًا وليس كما شاهدنا في لقاء السد.