يستطيع المتابع للأحداث الدولية وتحديدا منطقة الشرق الأوسط أن يصل لنتيجة حتمية بأن التنظيم الإرهابي داعش هو مؤامرة تركية وحبكة استخباراتية إيرانية ودعم قطري لوجستي ولعل من أبرز الشواهد على ذلك أن هذا التنظيم لم يستهدف دول هذا المثلث بعمليات إجرامية في الوقت الذي يلعب فيه النظام التركي الدور المحوري في دعم وتنشيط هذا التنظيم الإرهابي، ومساهمته القذرة تغذي أفراد التنظيم برغبة سفك الدماء وخطف الأبرياء والبطش وتجنيد وتغرير عدد كبير من الشباب والأطفال والنساء ليتوسع هذا التنظيم وليحقق مأرب مثلث الإرهاب بالوجود في العراق أو سورية. وبعد أن أخذت الأوضاع في سورية منحنى تجاه القضاء على العمليات الإرهابية أو ما يريده الشعب جاءت تركيا لفتح المجال أمام تنظيم داعش من جديد ففي أول يوم من الهجمات التركية في عملية "نبع السلام" كان الهدف الأساسي هو تحرير التنظيم من قبضة الأكراد لعودة النشاط الإرهابي من جديد وهو ما تحقق فعلا ما يؤكد تلوث النظام التركي بالفكر الإجرامي والتحرك الشيطاني والسقوط الحر في بؤرة الإرهاب. ويرى المحللون السياسيون بأن الرئيس التركي سجله حافل بدعم الإرهاب بمختلف أشكاله ويعتبر من أوائل الداعمين لتنظيم داعش وأنه يدعمهم بمختلف الوسائل من أجل إعادتهم الى ساحة المواجهة الإرهابية وأن عملية "نبع السلام" مجرد غطاء ضبابي لإخفاء مخطط الإرهاب الذي يحمل البصمة التركية. زعيم عصابة وفي هذا السياق يؤكد المستشار الأمني والخبير في الشؤون الدولية د. أحمد الأنصاري أن الرئيس التركي رجب أردوغان معروف عنه أنه من أوائل الداعمين لتنظيم داعش في بدايته ويحاول حاليا إحياء هذا التنظيم من خلال الحرب في سورية مستعينا بتاريخ التنظيم الدموي خاصة وأنه كان يستخدم هذا التنظيم للضغط على العالم وابتزازه وليست سورية هي البلد الوحيدة المستهدفة، رغم أن الكثيرين كانوا يشككون في دور الرئيس التركي الدموي في دعم التنظيم إلا أن جميع المؤشرات تشير إلى فقدانه لورقة ضغط مهمة حينما تلاشى هذا التنظيم ليعود من خلال الحرب إلى إحياء دوره والأدلة على ذلك قصفه للسجون التي يقبع فيها أفراد التنظيم وأسرهم وتم تهريبهم إلى الأراضي التركية بتسهيلات من قوات الجيش التركي واستفاد النظام التركي من التنظيم الداعشي من خلال المتاجرة في تهريب الآثار والبترول السوري الذي كان يباع بسعر زهيد لتركيا وأموال التنظيم التي كانت تودع في البنوك التركية بالإضافة إلى أن رؤوس التنظيم يعيشون في حماية تركيا وتم مشاهدتهم يتنقلون في شوارعها وتم رصد أختام تركية على جوازات سفرهم وجميع هذه التصرفات تثبت أن الرئيس التركي يتعامل كزعيم عصابة وليس كرئيس دولة. صناعة إرهابية ويوضح الدكتور أحمد الركبان المحلل السياسي أن جماعة داعش الإرهابية هي صناعة مشتركة بين إيرانوتركياوقطر باعتبار أن هذا التنظيم يحقق أهدافا لإيرانوتركيا لزعزعة الظروف داخل سورية والعراق ولبنان بالإضافة لليمن وهذا التنظيم تم تشكيله بعدما قضت المملكة على فلول القاعدة خاصة في منطقة الشرق الأوسط. ويقول د. الركبان: داعش اليوم يحاول إعادة نفسه بعد أن تم القضاء عليه في العام الماضي وتركيا أرادت بهذا الهجوم على أطراف سورية من أجل تحرير بعض قادة داعش وأسرهم وقد تم ملاحظة ذلك في بعض العمليات التي تم فيها فتح السجون والمخيمات التي توجد بها أسر داعش. ولا شك أن ما تبحث عنه تركيا من خلال هذا الهجوم المدروس والذي له خططه المحكمة هو تحرير هذا التنظيم والوصول به إلى أعلى الدرجات من الحرية والانطلاق داخل أراضي سورية حتى يتم تصدير بعض أفراد التنظيم ليقوم بحماية أطراف تركيا من التوغل السوري أو من بعض الجماعات الأخرى التي تكون عادة مناهضة للحكومة التركية. ولذلك تم توفير كل وسائل الدعم لهذا التنظيم سواء كان عبر الأسلحة المهربة لهم أو من خلال الدعم المعنوي والمادي بل والدليل أن أكثر قادة داعش موجودون في طهرانوتركيا بالإضافة إلى أن قطر تستوعب الكثير ممن يدعمون داعش. ولفت إلى أن نظام الأسد الحالي كذلك يرغب في تنشيط هذا التنظيم لتقديم أدوار معينة في الميدان باعتبار أن هذا التنظيم ينفذ أجندة داخل بعض المدن والقرى السورية ويرغب ناظم الأسد من هذا التنظيم تنفيذ خطط تكتيكية في بث الرعب والخوف لدى المعارضين السوريين للحكومة الحالية ولدى بعض القرى والمدن حتى تنصاع للحكومة. تعاون إرهابي ويوضح الباحث السياسي مبارك آل عاتي أن تركيا نسجت علاقة وثيقة مع تنظيمات إرهابية أهمها وأخطرها تنظيم داعش الإرهابي عبر أوردة التمويل المالي والدعم اللوجستي، ففي الوقت الذي كانت طائرات التحالف الدولي للحرب على داعش تنطلق من قاعدة انجرليك التركية كانت تركيا تسمح بممرات آمنة لعناصر التنظيم للتنقل بين سورية وتركياوالعراق وكانت أنقرة تتجاهل الوجود الداعشي المسلح في مناطق تركية كغازي عنتاب في الجنوب التركي وامتلاك التنظيم معسكرات تدريب هناك ناهيك عن تجنيد أنقرة مقاتلين من التنظيم الإرهابي للمشاركة في هجوم على عفرين الكردية في يناير العام الماضي كما أن التعاون التركي مع داعش اشتمل على عقد صفقات لشراء النفط المسروق من مصافي نفط بسورية والعراق، بالإضافة إلى تسهيل حصولها على مواد خطرة تستخدم في صناعة المتفجرات، وتقديم العلاج لمصابي «داعش» في مستشفيات تركيا. وأكد أن الانغماس التركي في وحل داعش ظهر أيضا في معسكرات التدريب والتجنيد الثلاثة في مدينة «كرمان» قرب إسطنبول، وفي مدينة «أوزمانيا» وفي «سان ليلورفا أورفا» جنوب غرب تركيا، كما تجاوز التبني التركي لداعش مسألة التدريب والتمويل إلى توفير الدعم العناصري فمجلة «إنتليجنس أون لاين» المتخصصة في شؤون الاستخبارات، قدرت عدد الأجانب الذين انضموا إلى صفوف داعش عبر البوابة التركية بنحو 30 ألف متطرف أجنبي، على الرغم من زعم أنقرة وقوفها في صف التحالف العالمي لمناهضة إرهاب التنظيم، ووفقًا للتقرير، فإن ألفين من المقاتلين الأجانب دخلوا سورية من الأراضي التركية للانضمام إلى صفوف تنظيمي «داعش، وجبهة النصرة»، بالإضافة إلى إرسال ما يزيد على 120 طنًا من الذخيرة ونحو 250 عربة. وأضاف مبارك ما تزال تركيا تمارس السياسة الانتهازية لأزمات المنطقة فعدوانها الأخير على سورية عبر ما أسمته نبع السلام كان لتصفية الأكراد تحت مقصلة التصفية العرقية بسبب النزاع التاريخي بين الاثنتين التركية والكردية.