"ليس أصعب من أن تقرر إحالة مقالاتك إلى كتاب" بهذا يبدأ عبدالله الذبياني تقديم كتابه "مقابسات إعلامية"، الذي صدر مؤخرًا في 16 صفحة من القطع المتوسط عن دار "تكوين للنشر والتوزيع"، والذي ضم مقالات وأطروحات قدمها في عدد من وسائل الإعلام ودور الدراسات. الكتاب قدمه الشاعر الأديب أحمد أبو دهمان بعبارة واحدة: "هذه النصوص كتبت كي نرى، كاتبها كان يرى قبل الرؤية وما زال يرى ويرينا"، وهو ما يمثل تقديمًا جديدًا في النشر العربي، اتساقًا مع محتوى الكتاب الذي انتهج وضع عبارات ارتباطية مع كل مقال، تمثل وحدها معرفة وفكرة إضافية. بين دفتي الكتاب يطرح الكاتب عددًا من الرؤى التي يعتقد أنها يجب أن تأخذ طريقها لدعم تحقيق رؤية المملكة، ويعتقد الكاتب أنه آن الأوان لإعادة هيكلة القضاء ليس من ناحية تطويرية، بل هيكلة تنظيمية، ويكون القضاء من خلفيات مختلفة، يختص القضاة ذوو الدراسات والخلفيات الشرعية في قضايا الأحوال الشخصية والمواريث وغيرهما، وقضاة من خلفيات قانونية ومالية، ولهم سلطة القاضي الشرعي ومميزاته، ويعملون جميعًا تحت سقف واحد. وفي جانب معالجة الفساد، يرى أن الركيزة الأولى هي "تكافؤ الفرص"، وغيابها يولد فسادًا مضادًا؛ حيث تلجأ إليه الفئة المتضررة من الغياب، وتقبل الرشوة أو تدفعها لتعويض ما فاتها من الفرص، وهنا يصبح الفساد عملاً مؤسسيًا يقع في حباله أكبر قدر من فئات المجتمع. ويقترح في الجانب الاجتماعي، خمسة مؤشرات لقياس فكر المجتمع من جهات مستقلة غير مركز الملك عبدالعزيز للحوار الفكري، الذي يؤدي أعمالاً إيجابية في هذا الصدد، لكن استقلالية الدراسة من جهات محايدة تكون أكثر دقة. وينبه إلى خطورة الواتساب؛ حيث يمكن من تداول الأفكار والأخبار المزيفة دون مسؤولية قانونية؛ لأن التطبيق لا يحفظ اسم المصدر الأول. وتحت عنوان "الماليون لا يملكون الحكمة وحدهم" يؤكد أن الدول الكبيرة جغرافيًا واقتصاديًا، تكون المشروعات المولدة للوظائف والداعمة للتنمية صاحبة الأولوية فيها. الكتاب يتناول قضايا ملحة مثل القوة الناعمة لدى المملكة والثقافات المتنوعة؛ كونها تمثل قيمة مضافة للمملكة، وجاءت تحت عنوان: "القوة الناعمة العلامة التجارية لدول المستقبل". وتطرق الكتاب إلى هموم الصحافة الورقية، ويرى أن التحدي الذي يواجه الصحافة هو تحد عالمي، وذلك لتنامي تقنيات الإعلام، مستشهدًا في ذلك بمقولة الإعلامي عبدالرحمن الراشد: "المهنة باقية، تقنيات الصحافة هي التي تتغير".