إن الاستخدام المتزايد للمعدات الطبية الذكية والأجهزة المحمولة في قطاع الصحة يجعل منظمات الرعاية الصحية أكثر عرضة لهجمات الفضاء الإلكتروني. كما أن حجم وتعقيد العمليات في القطاع الصحي، إلى جانب وجود العديد من النظم الموروثة وغير المتوافقة، يجعل من الصعب تنفيذ تدابير فعالة لأمن الفضاء الإلكتروني. لذا يمكننا أن نقول إن الاستباقية في التخطيط وتحديد المخاطر وسبل إدارتها يسهم في حماية هذه النظم الصحية من العبث. لقد تزايدت الهجمات الإلكترونية على المنظمات الصحية بنحو 125 % خلال السنوات الخمس الماضية، مما استدعى اهتمام القيادات الصحية للحاجة إلى منهجيات للحد من هذه الهجمات. ومن ضمنها مبادرة وزارة الصحة لإنشاء إدارة للأمن السيبراني. إن إعداد تكنولوجيا رقمية وأمن البيانات الإلكترونية يستغرق وقتاً وموارد. وبالتحديد في قطاع الرعاية الصحية، فتكنولوجيا المعلومات وأمن البيانات لم يكن ضمن أولوياتها، حيث وجد أن متوسط الإنفاق على الأمن السيبراني يبلغ حوالي 3 % من إجمالي الإنفاق السنوي المخصص لتكنولوجيا المعلومات. لذا وجدت الدراسات أن رفع كفاءة المؤسسات الصحية في مجال الأمن السيبراني يعتمد على إدراك قادتها على أهمية الأمن السيبراني أولاً، وعلى إدراك المؤسسات الصحية أنها لا يمكن أبداً أن تكون آمنة تماماً ولكن يمكن تطوير قدرتها للتعافي بسرعة من أي هجوم. أخيراً وليس آخراً يجب إعداد قنوات تعاون بين المؤسسات الصحية والهيئة الوطنية للأمن السيبراني.