انسحبت القوات الأميركية الأحد من أكبر قواعدها العسكرية في شمال سورية، تنفيذاً لقرار واشنطن الأخير بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس أكثر من سبعين مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأميركي وتعبر مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء. وقال المرصد إن القافلة أخلت مطار صرين الذي اتخذته القوات الأميركية قاعدة لها، على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً جنوب مدينة كوباني (عين العرب)، وتقع هذه القاعدة على أطراف منطقة عازلة تسعى أنقرة لإقامتها في شمال شرق سورية، حيث تشن مع فصائل سورية موالية لها هجوماً منذ التاسع من الشهر الحالي ضد المقاتلين الأكراد. وتمكنت بموجبه من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً. إسبر: قواتنا ستتجه للعراق للدفاع ومقاتلة داعش وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سورية والتي يبلغ عددها نحو ألف جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد مقاتلي داعش وللمساعدة في الدفاع عن العراق. تركياوروسيا يبحثان إخراج المسلحين من منبج وكوباني وقال إسبر للصحفيين وهو في طريقه للشرق الأوسط إن الانسحاب الأميركي ماض على قدم وساق من شمال شرق سورية.. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياما». وقال إن عملية الانسحاب تتم من خلال طائرات وقوافل برية. وأضاف إن «الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق». وقال إن عددها يبلغ نحو ألف فرد. وقال مسؤول أميركي كبير إن الوضع ما زال غير مستقر وإن الخطط قد تتغير. وقال إسبر إن وقف إطلاق النار في شمال شرق سورية متماسك بشكل عام. وأضاف» أعتقد أن وقف إطلاق النار متماسك بشكل عام على ما يبدو نرى استقرارا للخطوط إن صح التعبير على الأرض ونتلقى تقارير عن نيران متقطعة، هذا وذاك، فهذا لا يفاجئني بالضرورة». وهناك مخاوف من أن يؤدي التوغل التركي في سورية إلى السماح لمقاتلي داعش بتحقيق مكاسب وفرار المتشددين من سجون يحرسها مقاتلون أكراد. وقال إسبر إن الولاياتالمتحدة ما زالت على اتصال بالمقاتلين الأكراد ويبدو أنهم مستمرون في الدفاع عن تلك السجون في المناطق التي ما زالوا يسيطرون عليها. من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو امس إن بلاده ستناقش مع روسيا إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من مدينتي منبج وكوباني بشمال سورية خلال محادثات في سوتشي هذا الأسبوع. وقال جاويش أوغلو خلال مقابلة مع محطة كانال 7 إن تركيا تتوقع إخراج وحدات حماية الشعب من المناطق التي انتشرت فيها قوات النظام السوري المدعومة من موسكو في شمال سورية. وأضاف أن تركيا لا تريد أن ترى أي مسلح كردي في المنطقة الآمنة بسورية بعد هدنة الأيام الخمسة. ودعت أنقرةواشنطن إلى استخدام «نفوذها» لدى القوات الكردية لضمان انسحابها المنظّم من شمال شرق سورية، حسب ما أكد المتحدث الرئاسي التركي، مضيفاً أن تركيا لا نية لديها في «احتلال» هذه المنطقة الحدودية. وقال ابراهيم كالين في مقابلة مع فرانس برس «نحن متمسكون بهذا الاتفاق. وينصّ على رحيلهم خلال مهلة خمسة أيام وقد طلبنا من زملائنا الأميركيين استخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان أن الأكراد سيغادرون من دون حوادث». وأكد كالين الذي تسيطر بلاده على أجزاء كاملة من شمال سورية بفضل عمليتين عسكريتين سابقتين، أن تركيا لا تعتزم البقاء فيها. وصرّح «ليست لدينا أية نية لاحتلال أي جزء من سورية أو للبقاء فيها إلى أجل غير مسمى». ويتمّ احتجاز حوالي 12 ألف مقاتل من داعش بينهم 2500 إلى 3000 أجنبي في مخيمات خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، بحسب تقديرات مصادر كردية. واتّهم كالين القوات الكردية باستخدام هؤلاء المحتجزين ك»وسيلة ابتزاز للحصول على دعم الغرب» وبتعمّد تحرير العشرات منهم في الأيام الأخيرة لزيادة الضغط الدولي على تركيا بهدف وقف هجومها. وبحسب كالين، «قبض» الجيش التركي والمقاتلون الموالون لأنقرة على 196 عنصراً من تنظيم داعش كانت وحدات حماية الشعب الكردية «أطلقت سراحهم» في شمال شرق سورية. وقال «إنهم محتجزون في مكان آمن ولن يتمّ تحريرهم». مسلحون مدعومون من تركيا يتجولون في ريف رأس العين (رويترز)