خلال معرض جيتكس دبي 2019 لفت انتباهي التسارع الكبير في تطور تقنية الجيل الخامس، وأثرها الإيجابي على حياة الناس، الأمر لا يتعلق فقط بدورها في المجالات الصناعية أو الصحية، وإنما أيضاً في الفنون والترفيه، فبفضل هذه التقنية العالية السرعة، ستتوفر التكاليف المادية والبشرية في آن واحد. لن يحتاج المغني في حفل موسيقي يحضره الآلاف من الجمهور لحضور فرقة كاملة بكامل معداتها والكم الكبير من العازفين، لو افترضنا أن الحفلة ستقام بالرياض، بالإمكان حسب ما شاهدته من تقنية لشركة أريكسون أن تكون الفرقة الموسيقية بكامل جاهزيتها في القاهرة أو بأي مكان بالعالم، وبتقنية الجيل الخامس ما بين الرياض والمدينة التي توجد بها الفرقة سيكون عزف الفرقة متناغماً مع المغني من دون أي تأخير وبسرعة فائقة وكأنها حاضرة بالمسرح نفسه.! الأمر مدهش بالفعل، فرغم تتطور تقنية الجيل الرابع إلا أنه وعند حضوري تجربة ركلات الجزاء في كرة القدم عبر ال»VR» تلاحظ رغم السرعة إلا أن هناك تأخيراً في تفاعل المستخدمين مع بعضهما، ما بين الحارس ولاعب ركلة الجزاء، والعكس تماماً مع الجيل الخامس لا يوجد أي تأخير وهذا سينعكس بطبيعة الحال من الناحية الفنية على الألعاب الإلكترونية وتزامن اللعب بها، مهما اختلفت أماكن اللاعبين. كذلك الحال مع البث التلفزيوني، فلن تجد أي تأخير بسرعة البث التلفزيوني والذي نلاحظه حالياً، وخصوصاً عند متابعة المباريات، ستكون السرعة فائقة بصورة مدهشة ما بين المتابع على أرض الملعب في أي ملعب بالعالم والمشاهد بالرياض على سبيل المثال، وهذا سينعكس على تطور صناعة البث التلفزيوني وعودة جاذبيتها بالاعتماد على المحتوى الذي تقدمه، لأننا أصبحنا في عصر سريع جداً ينتظر فيه المشاهد بشغف أكثر بتناقل الأحداث بسرعات فائقة لكيلا يمل وينتقل لقنوات أخرى تهتم بهذا الأمر. فمع الفائدة الكبيرة لتقنية الجيل الخامس على حياتنا ودورها الكبير في المجالات المختلفة وخصوصاً في العمليات الجراحية، لا تقل هذه الأهمية لدى المتلقي في المجالات الترفيهية أيضاً، لذلك نحن وبداية من عام 2020م سنكون أمام تحديات كبيرة، وخصوصاً في مجال النقل المباشر للقنوات الفضائية، لن يكون الأمر صعباً وأكثر تعقيداً كما كان بالسابق إذا توفرت تقنية 5G ستكون الكلمة للتقنية ومن يستطيع أن يسخرها لكسب المشاهدين، والجميل ولله الحمد أننا في المملكة نعد من الدول الرائدة التي أدخلت هذه التقنية وبإمكانات كبيرة لبلادنا، ونعد من الدول المتقدمة بهذا المجال، لذلك سيكون للإعلام والترفيه ثورة كبيرة مع الجيل الخامس متى ما استطعنا أن نستفيد منها، وما مثال الفرقة الموسيقية التي ذكرتها إلا مثال بسيط وحي وواقعي سنلمسه قريباً، وسنشاهد محمد عبده لوحده على المسرح، وبتناغم مباشر وحي مع الفرقة الموسيقية من القاهرة، وهذا الأمر سيوفّر الوقت والمادة والإمكانات والأهم المتعة للحضور.