تواصل إدارة النادي الأهلي السعودي مفاوضاتها مع مدرب الفريق السابق السويسري جروس ليحل خلفًا للكرواتي برانكو، الذي لم يطل بقاؤه في أروقة الراقي سوى عدة جولات ليغادر أو ليقال، بعد أن رأى القائمون على شؤون النادي الأهلي وبضغط جماهيري كبير أنه ليس ضالة الأهلاويين، ولن يحقق تطلعات عاشق الأهلي وما يصبو إليه محبوه، ليتولى المهمة مؤقتًا الوطني صالح المحمدي، ويقدم مستويات كبيرة، ويحقق نتائج إيجابية أفرحت المجانين، ووضعت الأهلي في المراتب المتقدمة من الترتيب في جدول الدوري وحاز على رضا المدرج، وطوال الفترة الماضية درست الإدارة الأهلاوية بقيادة أحمد الصائغ عديدًا من الملفات لبعض الأجهزة الفنية للتوقيع معها، ومن مدارس كروية مختلفة، أوروبية ولاتينية، ليقع الاختيار في نهاية المطاف على صائد الدوري المدرب السابق للأهلي السويسري جروس، ولم يكن اختيار السويسري جروس هكذا من دون أي اعتبارات أو ضوابط فنية ونفسية أيضًا، بل كان لعدة اعتبارات وأسباب، منها ما هو فني، ولا ننسى أيضًا الجانب العاطفي، فهذا جانب مهم، لا أعتقد أن الإدارة الأهلاوية أغفلته، فجروس في نظر الجمهور الأهلاوي وكثير من محبي قلعة الكؤوس هو من رموز التدريب الذين وضعوا بصمة لهم في تاريخ الكيان الأخضر، وأيضًا على الجانب الفني استطاع جروس أن يقدم مع الأهلي كثيرًا، فمنذ قدومه للأهلي عام 2014 حقق كثيرًا، وكانت البداية بتحقيق كأس ولي العهد، بعد أن قدم مستويات كبيرة، وكان قريبًا من تحقيق اللقب الكبير وهو بطولة الدوري، ليواصل في 2015 العمل في أروقة الأهلي، وإن كانت نتائجه مع الأهلي في البداية كانت محل عدم رضا الجمهور، خصوصًا في الدوري، وتعالت بعض الأصوات الأهلاوية مطالبة بإلغاء عقده، وتحديدًا بعد هزيمة الأهلي أمام نجران المهدد بالهبوط حينها، ولولا أن بعض العقلاء في الأهلي رأوا أن تمنحه الإدارة فرصة أخيرة مع وضع كل المطالبات على طاولة النقاش بين المدرب والإدارة، وحينها كان يقود إدارة الكرة شخصية إدارية كبيرة بحجم طارق كيال، الذي يعرف جيدًا أن يقود دفة الأمور في كيان كرة القدم الأهلاوية، ومع الوقت استطاع جروس أن يبحر بسفينة الكرة الأهلاوية نحو شاطئ البطولات، وحقق الحلم الكبير في موسم 2015 بعد ثلاثين عامًا أو ما يقاربها من الابتعاد عن تحقيق لقب بطولة الدوري ليأتي السويسري جروس ويقود الأهلي لتحقيق الدوري، ولم يكتف بذلك، بل أضاف أيضًا بطولة كأس الملك في إنجاز مهم للأهلي في ذلك الموسم في عهد إدارة مساعد الزويهري، ومن الأرقام القياسية التي حققها جروس مع الأهلي أيضًا أن ظل الفريق الأهلاوي طوال 51 مباراة من دون هزيمة، وهو ما لم يحققه أي نادٍ سعودي غير الأهلي، وما فعله الأهلي مع جروس وعودته ليس غريبًا على الكرة؛ حيث سبقه جاره «عميد الأندية» السعودية الاتحاد، وذلك عقب موسم الثلاثية الشهير مع مدربه الصربي ديمتري، الذي عاد وحقق مع الاتحاد مزيدًا من البطولات، وعلى رأسها دوري كأس الكؤوس الآسيوية ليكون قدومه بالفعل ضربة معلم، ولكن السؤال الكبير الذي يفرض نفسه: هل سيحقق جروس إذا عاد ونجحت المفاوضات مع الأهلي البطولات والإنجازات مثل السابق، أو أن قدومه هذه المرة لن يطول ويغادر نهاية الموسم خالي الوفاض؟