رحل عن هذه الدنيا فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالكريم الزكري، عضو المحكمة الإدارية العليا بديوان المظالم، وطوينا صفحة مؤلمة من الحزن برحيله بعد معاناة مع المرض. صديق الطفولة فضيلة الشيخ تكفل بعائلته بعد رحيل والده عبدالكريم - رحمه الله - وهو في عمر صغير، وآثر والدته وأخواته إلى آخر يوم من حياته على نفسه جعلها الله رفعه في درجاته. كسب ثقة مسؤوليه، وأحبّه زملاؤه لما يتمتع به - رحمه الله - من كفاءة وحكمة وإخلاص وتفان في العمل؛ متواضعا عافا كافا محبا للخير، رعى اليتامى وحرص على التنبيه لمساعده المرضى، مما لمسته شخصياً في أحيان عديدة، من دون أن يعرف المريض وذويه هذا الاهتمام والحرص منه - جزاه الله خير الجزاء -، وخلال مراجعاته للمستشفى أثناء مرضه، كان يبتهج به أخصائيو العلاقات الاجتماعية لأنهم كانوا يجدون فيه ضالتهم من الدعم للمرضى والمرافقين الذين انقطعت بهم السبل سواء من تقديم تذاكر سفر أو مساعده للمأوى أو الحاجة ولو كان حيا لما رغب أن يُعرف عنه أو يصرح بذلك لحبه لعمل الخير سرا. حزن القلب ودمعت العين، ولا نقول إلا كما قيل إنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون. اللهم اغفر لفضيلة الشيخ وارحمه وثبته واعفُ عنه وأنزله منازل الصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة. اللهم يمن كتابه ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصراط أقدامه وأسكنه في أعلى الجنّات، اللهم صبر وأعن ثقل كاهل والدته وأخواته وأحبابه. وأحسن الله عزاء الجميع، وعظم الله أجرهم في شيخ العفة والنزاهة والصلاح، ولا نزكي على الله أحداً.. "إنا لله وإنا إليه راجعون"