فقدنا في هذا اليوم السبت 13 صفر من عام 1441 فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالكريم بن سعد بن عبدالكريم الزكري عضو المحكمة الإدارية العليا بديوان المظالم، وطوينا صفحة مؤلمة من الحزن برحيله بعد معاناة من المرض. صديق الطفولة فضيلة الشيخ تكفل بعائلته بعد رحيل والده عبدالكريم -رحمه الله- وهو في عمر صغير، وآثر والدته وأخواته إلى آخر يوم من حياته على نفسه -رحمه الله-. جعلها الله رفعة في درجاته. كسب ثقة مسؤوليه، وأحبه زملاؤه؛ لما يتمتع به -رحمه الله- من كفاءة وحكمة وإخلاص وتفانٍ في العمل. كان متواضعًا، عافًا، كافًّا، حازمًا، شديد البأس، محبًّا للخير.. رعى اليتامى، وحرص على التنبيه لمساعده المرضى لتلقي العلاج أثناء صحته، وهو ما لمسته شخصيًّا في أحيان عديدة، دون أن يعرف المريض وذووه هذا الاهتمام والحرص منه - جزاه الله عنا خير الجزاء -. وخلال مراجعاته المستشفى أثناء مرضه كان يبتهج به أخصائي العلاقات الاجتماعية؛ لأنهم كانوا يجدون فيه ضالتهم من الدعم للمرضى والمرافقين الذين انقطعت بهم السبل، سواء من تقديم تذاكر سفر، أو مساعدة بالمأوى، أو الحاجة.. ولو كان حيًّا لما رغب أن يعرف عنه أو يصرح بذلك لقوة إيمانه، وبوصفه قدوة في حبه لعمل الخير. حزن القلب، ودمعت العين، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون. اللهم اغفر لفضيلة الشيخ، وارحمه، وثبته، واعف عنه. اللهم أنزله منازل الصديقين، والشهداء، والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقًا. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة.. اللهم يمِّن كتابه، ويسِّر حسابه، وثقِّل بالحسنات ميزانه، وثبِّت على الصراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنات بجوار حبيبك -صلى الله عليه وسلم-، ووالدينا والمسلمين أجمعين. اللهم صبِّر وأعن ثقل كاهل والدته وأخواته وأحبابه. وأحسن الله عزاء الجميع، وعظَّم الله أجر الجميع في شيخ العفة والنزاهة والصلاح، ولا نزكي على الله أحدًا. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **