لم يعد الترفيه مفهوماً مرتبطاً بتزجية الوقت وقضاء لحظات جميلة وممتعة برفقة الأصدقاء أو العائلة؛ بل إنه صناعة ثقافة وسلوك تحتاج إلى مساحة رحبة من التخيل والتأمّل قبل ولوج عالمها. الترفيه كان حتى وقت قريب؛ مجرّد أداء روتيني لا يظهر عليه سيماء الجدّية ولا اللمسة الإبداعية أو حتى إضفاء طابع الدهشة. الهيئة الوليدة والفتية التي تم استحداثها مؤخراً استطاعت بربّانها الماهر ذي الطابع الشخصي الديناميكي معالي المستشار تركي آل الشيخ؛ قلب المفهوم أو بالأصح تصحيحه؛ وأبانا للعالم أن الترفيه ثقافة وأن الفرح جزء من منظومة الحياة. ولعل المتابع لبرامج وأجندة الهيئة منذ انطلاقتها الوثّابة؛ يلحظ بوضوح أن ثمّة إبداع وصناعة وقدرة يجب توافرها عند التصدي لعمل ذي مساس بالترفيه والمرح وما يجلبانه من سعادة ولحظات جميلة تنعكس آثارها على الفرد والأسرة والزوار. موسم الرياض كان فاتحة للجمال ومبتدأ الدهشة الذي أعاد صياغة الحلم وجعله ملامساً للواقع؛ بل بات هو الواقع نفسه؛ رأينا أرتالاً من الناس تتزاحم على الفعاليات بشكل غير مسبوق حتى عالميا؛ وهو ما يؤكد أن ثمة قراءة نفسية واعية لخريطة عقل المواطن السعودي الذي لم يكن بعيداً عن الفرح والإقبال على الحياة بمتعها الجميلة التي تعزز روح الجمال وتنمّي التذوّق والحسّ الإبداعي. الكل يتهافت على تزجية أمتع اللحظات مع العائلة في جو يعج بالفاعلية والفرح بدلا عن الرتابة والروتين. تكريم هاني شاكر