بمثل قلم الرصاص تحاول إيران كتابة سياستها في تعاملها مع دول الخليج ومطامعها. تكتب على هيئة إرهاب على أنها أفعال لا علاقة لها بها ثم تمسحها! وتظن بذلك أنها أخفت أثرها، أو أنها منعت المجتمع الدولي من اقتفاء ذلك الأثر. وحتى لو بدا للآخرين شيء من ملامحه فسيظل ممحياً لا يمكن تعقبه وهكذا تستمر مقنعة نفسها كنظام لا كدولة. ما لم يفطن له النظام الخامنئي أن نَفَسَه أو قلمه الذي يكتب به مهما كان طويلاً فسينقطع وينتهي به، ليلتفت لما كان قد خطه من قبل ويجده هباء منثوراً. ولاية الفقيه أو النظام الإيراني قادر على التخريب بكل تأكيد وذلك أسهل ما يمكن أن يقدمه أي عابث أهوج هو الهدم ما دام من حوله متسامحاً معه. ليخطئ بقلم الرصاص مع جيرانه ثم يمسح ويتجاهل المجتمع الدولي خطأه، ثم يشحذ الرصاص مرة أخرى ويؤذي به غيره ثم يمسح وهكذا، إلى أن ينتهي ما كان يخطه ويمسحه ولربما كانت المواجهة. المجتمع الدولي يتعامل معها كدولة يُوقع عليها ما تقتضيه القوانين من عقوبات يراها من يتسيّد الموقف، يبرر لها تارة مواقفها ويجرمها تارة أخرى. هزيمة إيران ستكون من نفسها وأول من سيصيبها في المقتل هم شبابها ما تعول عليه من ولاء وتنتقيه من ألوية تقرع لها الطبول وتضرب معها الصدور لن يصمد طويلاً مهما اعتزلت. لو أردنا أن نحجم خطرها كمتضررين فلنلجأ للأقرب لها وليس الأبعد. العالم لم يعد كما كان، هنالك وسائل يمكن لها تجييش من لا يمكن تجييشه لتنخر في جسد دولة متهالكة مثل إيران بشكل أسرع مما يمكن أن يحدثه رأي دولي أو عقوبات. إيران اختارت المكر لها سياسة بأقلام (مبرية) ومشحوذة تخطط وتصيب على أنها أسلحة لم تتجرأ ولن تتجرأ على المواجهة لأنها لم تنتصر في حرب خاضتها من قبل. ولن تنتصر بإذن الله لكنها مع ذلك لا تتوانى في أي فرصة عن إيذاء جيرانها لأنها طامعة فيهم. هذه الأطماع يغذيها فكر منغلق متى ما فتتنا هذا الفكر المنغلق قضينا على شيء اسمه (نظام إيران) التكتيك النوعي كقوة هو الذي سيغلب في هذه المعادلة وليس السلاح.. والله أعلم.