تبحث كبرى المجمعات الصناعية البترولية والبتروكيميائية بالجبيل الصناعية حاليا والتي تشهد اغلبها اعمال توسعية ودمج واستحواذ، مدى الطلب الكبير المتنامي المتوقع على اللقيم والمواد الخام الاساسية والتمدد في البنى التحتية والخدمات اللوجستية والطاقة وغيرها من التوسع في امدادات تبريد المصانع بمياه البحر والصرف الصحي والصناعي بما يواكب حجم التوسعات الضخمة، في الوقت الذي تقود الهيئة الملكية بالجبيل المشهد التنموي بشراكتها الاستراتيجية مع الصناعات بدء من تخصص المواقع ودعم تجهيزاتها الأساسية والتحتية وأعمال البناء والهندسة والتكنولوجيا الرفيعة إلى التصنيع والإنتاج والتصدير. وأكد تلك الشراكة الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو توتال "ساتورب" سليمان البابطين الذي التقى الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل م. مصطفى المهدي في الشركة وقال إن الهيئة الملكية بالجبيل هي شريك رئيسي لما حققته وستحققه "ساتورب" من إنجازات وتقدم مطرد، وهذه الشراكة المميزة هي مثال على العلاقة الاستراتيجية الناجحة التي نعتز بها دائما". وأتى اللقاء في أعقاب قرار شركة أرامكو السعودية وشريكتها توتال الفرنسية لإنتاج ما قيمته 15 مليار ريال (4 مليار دولار) من الكيميائيات المتخصصة ومشتقاتها في مجمع "أميرال" للكيميائيات الذي يطوره الشريكان في مجمع "ساتورب" للتكرير والكيميائيات بالجبيل2 والذي تبلغ الاستثمارية أكثر من 18,75 مليار ريال (خمسة مليار دولار). ويتميز مشروع أميرال بكونه أول المشاريع التي تتكامل فيها وحدة تكسير مختلطة ومصفاة لتكرير النفط ضمن مجمع واحد في منطقة الخليج العربي، ويمتاز ايضاً بطرح 10 منتجات جديدة لم يسبق تصنيعها في المنطقة. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المجمع في عام 2025. في وقت تتواجد أكبر الفرص في صناعة البتروكيميائيات في المملكة العربية السعودية بفضل المزيج الفريد من الدعم الحكومي القوي المرتبط برؤية 2030، ووفرة إمدادات خامات التغذية، وخبرات أرامكو السعودية. وتناول العرض تناول تطور علاقة الشراكة بين أرامكو السعودية وتوتال إلى علاقة استراتيجية، واستعراض نماذج الاستثمار ومقاربات الشراكة وهيكلية الحوكمة وتطوير أطر العمل لدعم التكامل في المشروع ومقاربات وخيارات تمويل المشروع. ويتضمن المشروع تشييد وحدة تكسير بخارية مختلطة اللقيم لإنتاج الإيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً، وتشييد وحدات بتروكيميائية ذات قيمة مضافة عالية، وتشمل مركبات البوليمرات. وأنجزت شركة أرامكو السعودية خطوات متقدمة في أعمال تنفيذ المشروع حيث وقعت مذكرة تفاهم مع شركتي "إنيوس" للكيميائيات، ومقرها المملكة المتحدة، و"توتال" الفرنسية، لإنشاء ثلاثة مصانع جديدة في "مشروع أميرال" بتكلفة 7,5 مليار ريال (2 مليار دولار). وهذه المشاريع تأتي في إطار خطة لتشغيل أحد أكثر الوحدات التصنيعية كفاءة في العالم، لإنتاج مادة "الأكريلونتريل" بطاقة إنتاجية تبلغ 425,000 طن، وتُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تطبق هذه الوحدة تقنيات شركة إنيوس. وقد التزمت "إنيوس" أيضًا ببناء مصنع آخر لمنتجات الألفا أوليفينات بطاقة إنتاجية تصل إلى 400,000 طن، بجانب منتجات البولي ألفا أوليفينات عالمية المستوى. وتكمن قوة "ساتورب" التنافسية على المستوى العالمي بالشراكة الإستراتيجية بين كل من ارامكو السعودية، الشركة الأولى في مجال إنتاج وتصدير الزيت الخام على نطاق العالم، وتوتال، خامس أكبر شركة عالمية في مجال الزيت والغاز حيث ضختا تكاليف إجمالية للمصفاة بقيمة 50 مليار ريال ثم توفيرها من ممولين خارجيين يشملون 40 مصرفاً وسبعة وكالات ائتمان صادرة من فرنسا وألمانيا واليابان وكوريا وإسبانيا. كما شمل التمويل أيضاً ثلاث أدوات إسلامية بلغت 2,8 مليار دولار، منها مليار دولار على هيئة تمويل بالصكوك، مما جعل الشركة رائدةً في هذا النوع من التمويل. وتعد "ساتورب" في الوقت الحاضر أول مصفاة بالمملكة وأكبر مصفاة بالشرق الأوسط يتم فيها إنتاج الفحم البترولي والذي يعد مصدرًا لوقود مصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء، ويرتبط مجمعها عبر ممر أنابيب بطول 35 كلم بميناء الملك فهد الصناعي مدعمة بنظام ناقل للفحم البترولي بطول 26 كلم يربط ما بين المصفاة ومرافق التصدير. وتمتاز المصفاة بمعالجة الزيت العربي الثقيل بنسبة 100% لإنتاج المشتقات النفطية وتشمل البنزين بنسبة 19٪ والمنتجات المقطرة الوسيطة بنسبة 55٪ والفحم الحجري بنسبة 10٪ والبتروكيميائيات بنسبة 5٪ ومنتجات اخرى بنسبة 11٪. وتقوم ارامكو وتوتال بتسويق المنتجات بصورة تضامنية. في وقت توفر الهيئة الملكية بالجبيل شبكة إمداد وممرات لتوصيل الغاز اللقيم والغازات الصناعية والمواد الخام والمنتجات فيما بين الشركات وبين الميناء الصناعي وبإيجار مناسب وفق حجم الاستثمار ونوعه، بخلا البنى التحتية للأراضي الصناعية بما فيها مياه التبريد والمياه المستخدمة في الصناعة.