توفر تجارب شركة "Cinelytic" خوارزميات تقدم توصيات حول اختيار الممثلين وربط ذلك بإيرادات شباك التذاكر، غير أن الخدمة الجديدة التي تعتمد على أنظمة للذكاء الاصطناعي، لن تسلب المخرجين أو المنتجين، مهمتهم في اختيار نجوم أعمالهم السينمائية، وإنما ستسهم إلى جانب الاثنين في عملية اختيار محسوبة لنجوم العمل الأساسيين. عملياً يعد اسم نجوم أدوار البطولة في أي عمل فني عاملاً حاسماً في تمويله وتسويقه التجاري لاحقاً، إذ لكل واحد من هؤلاء حجمه الجماهيري وقيمته الإعلانية، وتقدير هذا الحجم وتحولاته، هو ما يفعله نظام شركة "Cinelytic" اليوم، عبر توفير بيانات عن أسماء النجوم المرشحين لتأدية دور البطولة في فيلم ما، وتقدير أوزانهم التسويقية بما يسمح وضع توقعات، أكثر دقة، حول نجاح الفيلم وإيراداته في شباك التذاكر. واستناداً إلى سيناريو الفيلم وظروف عرضه وزمانه ومكانه المعينين، سيكون بوسع نظام "Cinelytic" تقدير حظوظ الفيلم في شباك التذاكر عند اختيار النجم (أ) لتجسيد دور البطولة فيه، وكشف كيف ستتغير حظوظه لو تم اختيار النجم (ب) لتجسيد الدور ذاته، وبذلك يوفر " Cinelytic" أداة قياس جديدة للمخرجين والمنتجين، وأكثر دقة، تضاف إلى جملة مقاييسهم المعتادة، للمفاضلة بين هذا النجم وذاك لتأدية دور البطولة في أفلامهم. ووفق هذه الدور، لا يتدخل "Cinelytic" بالخيارات الفنية للمخرجين والمنتجين من الناحية الإبداعية، كونه لا يسمي أحداً بعينه لتجسيد الشخصيات الرئيسية في الفيلم، وإنما يستخدم التعلم الآلي، لتقرير الأداء التسويقي لكل واحد من النجوم المرشحين لتجسيد تلك الشخصيات. اليوم ما يعيب عمل نظام "Cinelytic" في اختيار الممثلين، هو العيب ذاته الذي تعاني منه كل تجارب الذكاء الاصطناعي في الحقول الإبداعية، إذ يستند في استخلاص نتائجه إلى تاريخ العروض التجارية للأفلام في دور السينما، ولا يلحظ في فعل ذلك، التحولات الجديدة في السلوك البشري وما يرتبط بها من تغيرات في الذوق العام وثقافات الشعوب، وبالتالي هو لا يستطيع التنبؤ دائماً بالاتجاهات التسويقية المستقبلية. على سبيل المثال، هل يستطيع الذكاء الاصطناعي في نظام " Cinelytic" تقدير النجاح الجماهيري والتسويقي لعارضة أزياء تخوض تجربتها التمثيلية الأولى، أو ممثل بلا تاريخ فني يذكر؟ ولو فعلها هل تتوقعون أن توصياته ستتطابق مع واقع النجاح الكبير لهؤلاء والأرقام التسويقية العالية لأعمالهم..؟ على كل حال.. نعتقد أن نظام "Cinelytic" لن يتأخر كثيراً في ردم الهوة بينه وبين التحولات المعاصرة في الثقافة والذوق العام الجماهيري، وربما هو يستطيع تلافيها عبر ربط خوارزمياته بالبيانات التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "تويتر" و"انستغرام" و"يوتيوب"، والتي من شأنها أن تظهر، على نحو أدق نسبياً، الجانب المتعلق بالممثلين الأكثر إثارة لاهتمام الجمهور، وبالتالي تقدير أوزانهم التسويقية. فيلم Avengers Endgame تربع على قمة قائمة الأفلام الأعلى تحقيقاً للإيرادات عبر التاريخ