يمر علينا يومنا الوطني التاسع والثمانون ووطنا الغالي من إنجاز إلى آخر، ومن نجاح إلى نجاح، ومن قوة إلى أقوى. إن رؤية سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تأخذ طريقها في ارتقاء الوطن وتطوره شيئًا فشيئًا، فالرؤية تطلعت لبناء الحاضر والمستقبل وفق برنامج متدرج تقتضيه الظروف الراهنة. إن وطننا العظيم بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - يمر في هذه الأيام بظروف استثنائية، أفرزتها الحرب الدائرة مع عملاء إيران في اليمن الشقيق. وفي الوقت الذي تخوض فيه قواتنا الباسلة الحرب بحذر شديد تفاديًا لوقوع الخسائر بل بأقل ما يمكن، باعتبارها خطوة علاجية، تأتي إيران لتصب الزيت على النار لتشعل المنطقة وتدخلها في أتون حرب تدميرية شرسة، تحرق الأخضر واليابس في وقت حرج، وفي مرحلة اقتصادية بالغة الخطورة، وذلك باستهداف معملي أرامكو ببقيق وخريص. وبالتأكيد فإن قيادتنا حكيمة وتدرك كل العواقب في مجمل الخيارات، ونحن جميعًا ندرك تبعات الحرب، فما هو عنها بالحديث المرجم. ولكننا ساعتها قادرون على ردع العدو مهما كانت قوته وأيًا كانت أدواته. وما تتطلبه المرحلة الوقوف التام والتلاحم العتيد تجاه هذا الخطر أو أي خطر محدق. والآراء مهما تفاعلت أو تحاورت أو اختلفت، فإطارها العام هو الوحدة الوطنية ومصلحة الوطن أولًا وأخيرًا ولا خيار لنا غير ذلك. إن وحدة الوطن هي المصير الحقيقي، وهي المخرج الحقيقي من كل أزمة مهما كانت شدتها، وإن هذا الكيان العظيم الذي وحّده جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه، محفوظ بإرادة المولى جل وعلا، الذي درأ عنه كل سوء، وإن هذا الوطن كان وما زال منارة للتوحيد وقبلة للمسلمين ومهدًا للعروبة والإسلام. حفظ الله وطننا الغالي من كل مكروه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان في ظل قيادتنا الحكيمة وسياستها المتزنة.