ضمن الاحتفاء بمناسبة اليوم الوطن وذكرى التأسيس شهدت الساحة المجاورة لقلعة القائد بخروش بن علاس الزهراني بقرية الحسن الأربعاء الماضي ندوة تاريخية نظمها النادي الأدبي الثقافي بمنطقة الباحة بالشراكة مع بلدية القرى، ومركز النشاط الاجتماعي بقرية الحسن برعاية محافظ محافظة القرى. وقد اختار المنتدون قلعة بخروش لهذه الندوة باعتبارها تقف بشموخ تحكي ملحمة بطولية سجلها القائد بخروش ضد الغزاة العثمانيين، وذلك إبان الدولة السعودية الأولى، حيث استهلت الندوة بكلمة لرئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر الاستاذ حسن الزهراني وجمعت الكلمة بين بهاء الشعر وروعة السرد، فكان أبيات وطنية تفيض بالحب الصادق لوطن العزة والشموخ "المملكة العربية السعودية"، وأشار بأن الوطنية الحقة هي التضحية والبذل والعطاء ويسجل التاريخ في صفحاته النقية أحد أبرز القادة الأفذاذ، وهو الأمير والقائد بخروش بن علاس الزهراني الذي اتفق المؤرخون على بطولته الفريدة. ليتناول مدير الأمسية الأستاذ علي بن يحيى أبو القرون مدير تحرير صحيفة المدينة الحديث عن تاريخ عظيم وسجل بطولي رائع لهذا الفارس المغوار بخروش بن علاس الذي سطر ملاحم بطولية تبقى محفورة في صفحات التاريخ، مشيداً بتضمين بطولة هذا الفارس في المقررات الدراسية، ليبدأ الأستاذ محمد جبران في الحديث عن الذكاء الفطري في اختيار موقع القلعة لتشيد في قمة الجبل تحفها مناطق انحدارية من ثلاث جهات لتكون قلعة المراقبة في الجهة الرابعة مبينا اختيار الأسلوب البنائي الدائري في وضع القلاع الخمس التي تربطها مباني حجرية في وضع محكم إذ يتحمل ابناء الدائري قذائف المدفعيات التي كان يستخدمها الغزاة العثمانيين بقيادة محمد على باشا، وأعطى جبران فصلا متميزا من سيرة هذا القائد لينتقل الحديث للمؤرخ الأستاذ محمد زياد الزهراني الذي أصدر كتابا تحت عنوان (الثائر الفتاك في حرب الأتراك) ليعطي ملمحا رائعا عن أسلوب القائد في الحروب والانقضاض والدفاع والتراجع وقال إنه ولم يكتسب ذلك من مدارس عسكرية بل جاء بذكاء فطري، وقدم زياد جوانب مضيئة من حياة القائد بخروش مستشهدا بأقوال عدد من المؤرخين إذ اتفقوا على وصفه بالمحارب الشجاع واستعراض بعض الرسائل بينه وبين محمد على باشا إذ استهجن بخروش الجنود العثمانيين بأنهم غير قادرين على مواجهة شجعان جيش بخروش ليتحدث المؤرخ الأستاذ سعد الكاموخ عن الفترة الاجتماعية والسياسية والدينية في عهد القائد بخروش والعلاقة مع أمراء الدولة السعودية التي امتدت لتشمل رقعة واسعة من الجزيرة العربية وأجزاء من العراق والشام وأبان بأن القائد بخروش عن يدافع عن مبادي يؤمن بها وهي عدم الرضوخ لظلم الغزاة العثمانيين وأسهب في الحديث عن الأسلوب الحربي الذي يعتمد على الحروب النفسية وبالفعل حقق نجاحا على الغزاة وفروا هاربين من أحد المنحدرات الجبلية لتكون نتائجها هزيمتهم وطردهم والاستلاء على الغنائم، ليتناول المؤرخ علي سدران الأسلوب السياسي والعسكري للقائد بخروش معطيا شواهد على الإقدام والشجاعة رغم عدم توفر الأسلحة المتطورة مثلما كان يمتلكها الغزاة ونوه لبعض الأخطاء التي وقع فيها عدد من المؤرخين حول معركة بسل مشيدا بالدور البطولي للقائد بخروش وجنوده وجاءت في أعقاب الندوة مداخلات تؤكد الدور البطولي للقائد بخروش. وعلى هامش الندوة تجول الحاضرون في طرقات ومنازل وقلاع بخروش، والتي ما زالت واقفة بشموخ وتحتاج إلى التفاتة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإعادة ترميم القلعة والمنازل الحجرية المجاورة لتتمكن الأجيال من الاطلاع على البطولات التي قام بها أجدادهم. وفي الختام كرم محافظ القرى ورئيس النادي المشاركين والشركاء. الحضور خلال استماعهم للمتحدثين بجوار القلعة محافظ محافظة القرى مكرماً علي الزهراني وبجانبه حسن الزهراني مدير أدبي الباحة الندوة التاريخية استعرضت بطولات بخروش ودحر العثمانيين